ذات ليلة عيد، موغلة في الجمال. ذات ليلة عيد، مزخرفة بالنور، ذات ليلة عيد كانت ولادة الفرح. الليلة ليلة عيد، لكنها لن تكون ليلة ولادة لشيء سوى أن تكون ولادة لموت العيد. أتذكر المعري، يقفز أمامي بوجهه النحيل وجسمه الهزيل يتمتم بسخرية دامية: (إن حزنا في ساعة الموت.. أضعاف سرور في ساعة الميلاد). كم من الزمن مضى بين تاريخ الميلاد والوفاة، عامان؟ ثلاثة؟ قرن؟ قرنان؟ كلها سواء، لا فرق بين طول الزمن أو قصره، فالموت لا يخفف من لوعته طول البقاء، ولا يزيد في مرارته قصر المكث. ليلة العيد! كيف لها أن تكون ليلة للميلاد وليلة للموت، فيها يبدأ الفرح وفيها يموت! الليلة عيد! والعيد موعد ولادة الفرح! اغتسل بشلالات الحنين، حجزت مقعدين في (شوق 6) وذهبت هناك لعلي أقابل الفرح، أسندت ظهري إلى الجدار أرقب المصعد، أعد المرات التي يفتح فيها الباب، أتأمل الوجوه أبحث عن عينين، عينين تحملان إلي الفرح. تتوالى الوجوه وتتعاقب العيون، عدا عيون الفرح، تأبى أن تطل. أتدلى بخيط أحلامي، أطارد ظل الفرح الغائب، أتبعه حزينة كحمامة فقدت فراخها. تتساقط على فؤادي نصال الذكريات، ذكريات يتساقط بعضها فوق بعض، شرسة حادة أحسها تدمي قلبي، فتنزف مني الجفون. ما أكذب أمثلتنا! من قال: (البعيد عن العين، بعيد عن القلب)؟ من قال هذا؟ من قال إن ابتعاد الفرح عن العين يعني نسيانها له؟ هل يمكن أن ينسى الفرح؟ من يقدر ينسى الفرح حين يكون منقوشا على جدار الجفن! الليلة عيد! مسكونة بهاجس الفرح، أسلم، أعايد، أتكلم، أتحرك، طيف الفرح رفيقي، يصحبني حيث لا مكان ولا زمان. ثمة أوقات لا نجرؤ فيها على كسر بوصلة الشوق، فتظل تدور بنا وتدور وتدور، تأبى أن تقف إلا حيث تستريح أرواحنا، وإن نأى المكان وطال الزمن. الليلة عيد! في ليلة العيد لا مكان للحزن، في ليلة العيد توءد الأحزان ليبدأ الفرح. في هذا العام، ليلة العيد، تعلمت الغدر. أحضرت معها كل شيء، كل شيء، شيء واحد لم تحضره، الفرح. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة