قبل بضع سنوات وفي ذروة مكافحة الفقر دعيت ضمن مجموعة متعددة الأطياف من مثقفين وأكاديميين وناشطين اجتماعيين وموظفين كبار ورجال أعمال من قبل معالي الدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الحين وذلك لبلورة رؤية عامة لاستراتيجية مكافحة الفقر، وعندما جاء دوري في الحديث قلت بأنه لا يوجد شيء اسمه استراتيجية مكافحة الفقر لأن العلاج الحقيقي يكمن في إصلاح النظام الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي القائم، وأن مكافحة الفقر تنطلق أولا من زيادة كفاءة الاقتصاد وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص ورفع نسبة النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وتوسيع قاعدة الاقتصاد وخلافها وكلها تحتاج إلى إصلاحات جذرية ليس مكانها وزارة الشؤون الاجتماعية، فيما لو بقينا على هذا النحو فإن كل استراتيجيات العالم لن تكون كافية لعلاج هذه الأوضاع المتفاقمة من الفقر والعوز. أدركت لاحقا بأن كلمتي كانت نشازا في ظل طروحات حماسية وعاطفية، لكن ما هو أهم أن الاستراتيجية بدأت وانتهت إلى شيء بعد لفة طويلة استمرت ما يقارب عشر سنوات. أي استراتيجية للفقر تعني تكريسه أولا ووضع الخطط للتعايش معه ثانيا فيما تمكن الحلول في التعاطي مع مرحلة ما قبل الفقر في مجتمع لديه من الموارد ما يكفي لمعالجة أسبابه، وليس مكافحة أعراضه. يقول محمد يونس صاحب تجربة «بنك جيرامين» في محاضرة له في معهد الكومونويلث في لندن «إن الفقر لا تصنعه أيدي الفقراء فالذي يصنع الفقر هو النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم». وباستعراض كل التجارب العالمية نجد أنها تتساوق مع هذا المفهوم حيث انصبت كل الاستراتيجيات على إصلاح الأنظمة التعليمية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية بصورة جذرية وبالتالي فقد تضاعف دخل الفرد أربعة أضعاف خلال ثلاثة عقود فقط. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة