يتجرع يوميا خمسة أشقاء من سكان قرية مرخ (45 كيلو مترا شمالي شرق محافظة أملج الساحلية) مرارة حرمانهم من التيار الكهربائي، في الوقت الذي ينعم جيرانهم به منذ إيصاله إلى القرية قبل سنتين، ورغم أن الأشقاء الخمسة الذين يسكنون في غرفة وحيدة تكفل ببنائها لهم محسنون لا يبتعدون أكثر من 50 مترا عن أقرب أعمدة إنارة في قريتهم، إلا أنهم حتى الآن لم يروا النور يضيء غرفتهم، ولم يهنأوا بالنوم تحت تبريد المكيفات. ويروي سعد مسعد بشيتان الفايدي (25 عاما) أكبر الأشقاء أن والدهم توفي قبل ست سنوات، وترك له أربعة إخوة، عايض (22 عاما)، عبدالعزيز (19 عاما)، عبدالهادي (17 عاما)، سعود (8 أعوام)، وتزوجت والدتهم من رجل آخر، وتسكن هي الأخرى في غرفة وحيدة بجوارهم بلا كهرباء، مفيدا أن جميعهم بلا عمل، فيما ثلاثة منهم لازالوا في مقاعد الدراسة. وذكر الشقيق الأكبر، أن والدهم رحل ولم يخلف لهم سوى خيمة تؤويهم، وبعد أن وصل التيار الكهربائي لقريتهم، طلبت منهم شركة الكهرباء بناء منزل ليتسنى لهم إيصال التيار إليهم، ويضيف «بنى لنا أهل الخير غرفة واحدة، وتزوجت أمي وبنى لها زوجها الجديد غرفة مجاورة لنا، ولا يأتيها إلا أياما معدودة في الأسبوع حيث إنه يقيم مع أبنائه من زوجة أخرى بعيدا عن قريتنا». ويؤكد سعد أن معاناتهم استمرت بالرغم من كثرة مراجعاته مع زوج والدته لشركة الكهرباء، وبالرغم من تلبيتهم جميع طلبات الشركة، حيث طلبت منهم بناء مكان مخصص لوضع العداد، وسداد مبلغ 1837 ريالا عن قيمة العداد، «إلا أن المماطلة مازالت مستمرة من قبلهم، فمرة يخبرنا الموظف أن معاملتنا غير مسجلة لديهم، ومرة يتعذرون بنقص المواد اللازمة لإيصال التيار للمنزل». «عكاظ» وقفت على حالة الأشقاء الخمسة، حيث تبين أن وضعهم المادي سيئ، ويعتمدون على الضمان الاجتماعي الذي يتقاضاه ثلاثة منهم فقط، فيما أكد زوج والدتهم موسى الفايدي أن الأشقاء لم يتلقوا أي مساعدات من الجمعية الخيرية أو المستودع الخيري في محافظة أملج. من جهته، أكد ل«عكاظ» مصدر في كهرباء أملج، أن معاملة ورثة مسعد بشيتان الفايدي مسجلة لديهم، وأنه سيتم إيصال التيار الكهربائي لهم في حال توفر المواد اللازمة، مشيرا إلى أن التأخير بسبب نقص تلك المواد.