حاولت في الفترة الماضية أن أجد دربا سالكا للدخول على موقع «قاضي نت» الذي تكشفت كثير من أوراقه الخفية جراء الاختراق الإعلامي لخليته، وعرض سقط القول واعتداء اللفظ ومفاجرة الخصومة التي تدور في الكواليس الخفية لذلك الموقع قبل أن يطاله الحجب التقني، ولأني فشلت في عملية التسجيل لاستلزامها «توصية» خاصة تشفع لي بالاطلاع على الأفكار المتداولة فإني اكتفيت بما يثار على وسائل الإعلام من تحليل لمضامين الموقع، وهو أمر أوضح لي بشكل مباشر مدى قدرة بعضنا على الظهور بالشكل المثالي أمام الناس ثم انتزاع هذا القناع واستبداله بقناع المناكفة والمراغمة والإساءة واهتبال الفرص السانحة لتصفية الحسابات، وهذا لعمري دليل أزمة السلوك التي أوضحت لنا ازدواج الشخصية عند أعضاء الموقع الذين يطلق عليهم تجاوزا: قضاة!. الجانب الأحدث في موضوع الخلية يبرز في اندفاع قاضي محكمة جدة العامة حمد الرزين مدافعا ومحاميا عن حفنة خفافيش «قاضي نت»، وهذا بحد ذاته أمر يطرح العديد من الأسئلة التي تصب في خانتين لا ثالث لهما: إما اتفاق فضيلة القاضي مع المنتج النهائي للموقع، أو أنه من فئة «المغرر بهم»، وإن كان سياق طرحه العام في رده على مقال الدكتور حمزة الطيار «أبالسة الإنترنت» يوحي بحسه المندفع والمتعاطف مع أفراد خلية «قاضي نت» الذي أستغرب أن يحمله العامل في سلك القضاء وهو المأمور شرعا بسبر الأغوار وقراءة المقدمات وإعمال القواعد والأصول للخروج بالنتيجة في مجال عمله اليومي، لكن أن يبرز لنا منافحا عن «شلة» من المجاهيل المتسلحين بالمعرفات الوهمية فهذا أمر يستحق التأمل في دوافعه ومبرراته. يحاول القاضي الرزين في رده إيهام القارئ بمسلك الوعي الذي يطرح في أروقة «قاضي نت» واعتباره على الأقل مجرد فضفضة للعاملين في الحقل الواحد، وأن التخفي ليس طريقة للحوار وإنما قد يكون طريقة لتسويق فكرة معينة، ولسنا جهلة في عالم الإعلام الجديد الذي غربل حقبة المنتديات حتى نسلم بمنطق فضيلته التسويقي للمسوقين، حتى في سوق الخضار الكل يعرض بضاعته والمشتري يعرف بائعه بشكله ورسمه، ولا يضطر البائع إلى أن «يدق لطمة» عشان يسوق لبضاعته. الجانب الآخر الذي أتمنى معرفته وأنا أقرأ نسبة وتناسبا عدد القضاة في المملكة مقارنة بعدد السكان بمعدل قاض واحد لكل 40 ألف مواطن؛ من أين لهؤلاء هذه الفسحة من الوقت لتنصرفوا عن معاش الناس اليومي إلى كتابة «شخابيط» في خفاء الإنترنت، أهكذا تؤدى الأمانة؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة