لاتزال ردود الأفعال صارخة من قبل منتدى قاضي نت والقاضي في المحكمة العامة في جدة حمد الرزين، الذي نصَّب نفسه محاميا عنهم ليبرر فعلهم رغم أخطائهم وتجاوزاتهم، وقبل أن أدخل في صلب الموضوع أوضح ما يلي: نبرة التعالي التي سلكها فضيلة القاضي، حيث وصف ردي عليه بأنه مملوء بمبررات هي أوهى من بيت العنكبوت، وتصويره السجال بأنه بين واعظ يغلب بمفخم الكلام, وبين قاض يفحم بنصوص النظام، طريقة باتت مكشوفة، فليته ترك الحكم في ذلك للقراء الكرام دون أن يلج فيه، ويحكم لنفسه، ويبذل لها تزكية جزلة. وعليه فأقول: أولا: إن القاضي حمد الرزين ما زال يؤكد بأن من يكتب في منتدى قاضي نت هم قضاة، وأن من يشرف على الموقع نفسه هم قضاة أفاضل. ثانيا: أنني في أول رد عليه في جريدة الرياض بعنوان (قاضي نت وأبالسة الإنترنت) استبعدت أن يكون من يكتب في هذا المنتدى قضاة وذلك لفظاعة تلك الأخطاء وصعوبة تصور صدورها من أشخاص يلون ولاية القضاء، وإنه وإن كان بالفعل: (الموقع خاص بالقضاة) فلا يستبعد وجود دخلاء من غيرهم، خاصة أن الكتابة في ذلك الموقع في الغالب الأعم تتم عبر أسماء مجهولة. مما يرجح ما ذهبت إليه. ثالثا: مع أن القاضي حمد الرزين يؤكد غير مرة أن من يكتب في موقع (قاضي نت) هم قضاة، وأقول له وللقراء ليسوا قضاة، إلا أنه لا يزال يذر الرماد في العيون، ويقلب الموازين، ويحاول يائسا تصويري بصورة من يهاجم القضاة، وينال منهم، مع أنه من فعل ذلك، شعر أو لم يشعر، وصدق المثل القائل: (رمتني بدائها وانسلت). رابعا: إنه يقول في رده الأخير: (فإنني سأحاول تقريب أسلوب النقاش ومحاولة فهم ما يريد الكاتب الوصول إليه) فأقول: لن أتمنى سكوتك كما تمنيته مني في قولك: (ليتك سكت) بل أقول: تفضل بالكلام وأترك الجعجعة والالتفاف، وركز على الموضوع الأساس، وسأكفيك مؤونة محاولة فهم ذلك: فالذي أريد الوصول إليه هو: (هل ما ذكرته أنا في مقالي الأول «أبالسة الإنترنت» من تجاوزات وأخطاء صادرة من بعض أعضاء «قاضي نت» (أيا كانوا) صحيحة أم غير صحيحة)؟ فهل لديك الاستعداد لبحث هذه المسألة معي؟ ومناقشتي بها ؟ أم ستحرف الحوار كعادتك ؟ وتخوفني ورفاقك المتخفون بالمحاكمة؟. خامسا: إن ما كتب في منتدى (قاضي نت) ومن القاضي حمد الرزين، الذي نصب نفسه محاميا لهم، من تطاول على شخصية الكاتب ووصفه بقلة الحياء، وأن لديه خللا في العقل، وداء نفسيا، وأنه مطية للإعلاميين والصحافيين، وأنه هماز مشاء بنميم، ونحو ذلك من صورتي الأنيقة، وموهبتي الأدبية، فهو وإن كان للتشفي، ودليلا على الإفلاس، فليس عندي ذا بال، ولن أعيره أي اهتمام، ولن أقول حياله إلا: سلاما، فضلا عن أنه خروج عن الموضوع، ومروق عن جوهر النقاش، وبما أن حمد الرزين قاض يفحم بنصوص النظام فأتقدم لفضيلته بسؤالين: السؤال الأول: (في نظام القضاء، وتحت واجبات القاضي، تنص المادة الحادية والخمسون على أنه: لايجوز الجمع بين وظيفة القضاء ومزاولة التجارة أو أي وظيفة أو عمل لا يتفق مع استقلال القضاء وكرامته، ويجوز للمجلس الأعلى للقضاء أن يقرر منع القاضي من مباشرة أي عمل يرى أن القيام به يتعارض مع واجبات الوظيفة وحسن أدائها). وهذا في حالة ضمان الاستقلالية والكرامة فكيف في حالة الدفاع عن من يناكف الدولة ويعصي ولاة الأمر ويسيء للعلماء والمسؤولين، ثم يبرر لبعض ذلك بأنها مجرد فضفضة؟! فهل التزمت بهذا النظام يا صاحب النظام؟ أم ضربت به عرض الحائط؟ اطمئن لن أحمل المجلس الأعلى للقضاء المسؤولية بقدر ما أتساءل هل سيأخذ على يدك، لتتفرغ لعملك، وتترك المهاترات التي تتعارض وواجبات وظيفتك؟ وإن وجد من يهاجم القضاة كما تزعم، وتحاول إيهام الناس به، فلا أعتقد أن المجلس الأعلى للقضاء قد خولك بالدفاع عنهم؛ لأن هناك جهات تتولى التعامل مع هذا التجاوز إن وجد. السؤال الثاني: أنت قاض وتزاول مهنة المحاماة علنا من خلال مدافعتك عن (قاضي نت)، وتتناسى المواد الخاصة بمهنة المحاماة التي ذكرتها، وكأن نصوص النظام تتناول غيرك فحسب؟ كما أراك تكتب باسم وظيفتك (القاضي بالمحكمة العامة بجدة)، فإن كان هذا العمل خارج نطاق عملك فلم تذكر وظيفتك؟ وإن كان من صميم وظيفتك فهل عينك المجلس الأعلى للقضاء ناطقا رسميا له؟ سادسا: قوله عني: (لا سيما وقد قدم مقالا نشره على الملأ قبل أيام بحكاية ترافعه في قضية وما رصده من تجاوزات للقضاة يوم ذاك). فأقول: مصيبة إذا كان قاض يتهم الآخرين ويكذب عليهم أمام الملأ، فمن أين له (وهو يعلم مدلول كلمة مرافعة) أنني ترافعت في هذه القضية؟ هل ثبت له ذلك؟ وهل علم حقيقة صفتي في تلك القضية؟ إن كان يعلم حقيقة ذلك فقد كذب عليَّ، وإن لم يكن يعلم فهلا تثبت فضيلة القاضي قبل أن يتكلم؟ أو على أقل تقدير سأل زميله في الرياض عن صفتي في تلك القضية؟ أو سأل مرجعه المجلس الأعلى للقضاء العارف بحقيقة صفتي في تلك القضية، والذي أنتظر منه إجراء رسميا تجاه حمد الرزين الذي صورني أمام الملأ بأنني رافعت آنذاك عن الغير، ليضرب مثلا حيا لقاض يمتهن الجور والكذب على الآخرين أمام الملأ عبر جريدة سيارة، وبالتالي أحتفظ بحق المطالبة بهذا الاتهام الجائر. سابعا: إن القاضي حمد الرزين في رده الأول: ينفي نفيا مطلقا أن يكون قد صدر من أعضاء (قاضي نت) أي اعتداء، وأنه لو رأى ذلك لما سكت، ثم نراه في رده الثاني يعترف اعترافا تدريجيا في قوله عني: (فلعله يراجع مقالات «قاضي جدة» ومن بينها المقال الذي تحدث فيه عن معدل إنتاج محكمته من القطط سنويا، وفكر في إهداء كرتون منها لأحد المسؤولين المباشرين ليعلم في أي محكمة هو، وأظنه يعلم عن مكان عملي يقينا، ثم لعله يعذر كاتب المقال في سخريته بوضع محكمته بين زملائه، فلماذا تستكثر على هذه الفئة شيئا من الفضفضة في منتدى خاص بهم ......). أقول: هنا أمران: الأمرالأول: هذا الخطأ منهم في حق عالم جليل، ومسؤول كبير، ذكرته أنا في مقالي الأول، (أبالسة الإنترنت)، فنفاه القاضي الرزين على سبيل العموم في رده الأول بقوله: (لم نر أي اعتداء، ولو رأيناه لما سكتنا)، وهاهو يثبته ويقر به في رده الثاني، فهل شعر بذلك؟ أم ماذا حصل؟ الأمر الثاني: لم يقتصر القاضي الرزين على عدم إنكار هذا المنكر، بعد معرفته به، بل أراه يبرر ذلك لمرتكبه تحت مصطلح «الفضفضة»، فإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة، فما على أهل الفضفضة حرج، إن كانت صادرة من موكليه، لا من غيرهم، وصدق الشاعر: أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس وحيث فاتهم فضل تبجيلِ العلماء وتوقيرهم، واحترام المسؤولين وتقديرهم، فلا أقل من سكوتهم، لا أن يسخروا ويتهكموا. الأمر الثالث: أنت تقول: (وما كان فيهما من أخطاء فهي إن وجدت آراء للأعضاء وهم إن كانوا على خطأ فكل واحد منهم يتحمل مسؤولية نفسه وهم معروفون، وأخطاؤهم عليهم ولا أعتقد أن صاحب الموقع يبرر أخطاءهم أو يوافق عليها) فأقول: أولا: أصحاب الموقع حذفوا بعض الأخطاء التي أشرت لها في مقالي الأول عنهم، وتركوا الكثير منها، أفليس تركها وقد حذفوا بعضها إقرار وموافقة؟ أم ماذا تسميه؟ ثانيا: إذا كنت لا تعتقد أن صاحب الموقع يبرر أخطاءهم أو يوافقهم عليها، فلم أراك تبرر لمن أراد أن يهدي لعالم جليل، ومسؤول كبير كرتونا من القطط، وتجعل ذلك من قبيل الفضفضة؟ فهل تعي ما تكتب؟ ثامنا: قوله: (أبان لنا كاتب المقال عن غيرة على المسؤولين والعلماء، ويعلم الله أنني لم أر ما يدعيه) فأقول له: أولا: ليتك أوردت هذه اللفظة (ويعلم الله أنني لم أر ما يدعيه) في معرض نفيك لتلك الأخطاء والتجاوزات التي نسبتها أنا لموقع (قاضي نت)، وفي نفيك عن الكتابة في ذلك الموقع بمعرف مجهول مع عدم قولي لذلك، أم أن الوضع هنا يختلف؟ ثانيا: يا أخي عدم رؤيتك لهذه الغيرة لا يعني عدم وجودها، وقناعتك لك ولم نطالبك بها، ولا يحق لك إلزامنا بها، وأخشى أن يكون ذلك مثل «كرتون القطط» الذي لم تره في ردك الأول ثم رأيته في ردك الثاني، فلا تعجل، فتش جيدا، وإن استعصى ذلك عليك أو تعاصيت، فاستعن بالواعظ فقد هيأ لك آخية لا ينزعها المهر الأرن. تاسعا: بعض أعضاء (قاضي نت) يستحضرون النصوص الشرعية على تحريم النميمة، والتجسس، ولكن يتجاهلونها عند مشاغبتهم لولي الأمر والتطاول على أوامره، ويتناسونها عند غيبة الأخيار، والتهكم بالأطهار، وصدق الله: «وإن يك لهم الحق يأتوا إليه مذعنين»، وروى الترمذي: «أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟ فقال ابن عمر: انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم». عاشرا: يخاطبني (أبو سليمان) أحد أعضاء (قاضي نت) من جحره بقوله: (وتالله لو أحصيت المواضيع التي عبتها ونقلتها ونسبتها إلى مجموع مواضيع المنتدى لأضحت قليلا لا يعتد به، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث). فأقول: أولا: هاهو أحدهم يسلم بما ذكرت، ويصدق ما نقلت، (وشهد شاهد من أهلها) فما موقف القاضي الرزين من ذلك؟ ثانيا: أن (أبا سليمان) المذكور أطلق على تلك الأخطاء والتجاوزات في منتداهم مصطلح (الخبث) وصدق في ذلك، فالتطاول على الأوامر السامية، والتهكم والاستهزاء بالعلماء والمسؤولين، وتصوير القضاء لدينا بأنه قضاء غير شرعي، كل ذلك خبث، ومع أن ذلك خبث في نظره، إلا أنه بحد زعمه مقبول لديه، سائغ عنده، لا نغماره بباقي المواضيع الأخرى، وهنا أمران: الأمر الأول: انظروا إلى التلاعب بالنصوص، ولوي عنقها، واستخدامها في غير موضعها، وجعلها وسيلة ومطية لتبرير الأخطاء والتجاوزات. الأمر الثاني: إن هذا يشكل لديه نظرية قائمة، وقاعدة مطردة، فلو كان لديه على سبيل المثال حساب بنكي فيه مليونا ريال فلا مانع عنده وفقا لهذه النظرية، وتلك القاعدة، أن يخالطه مال خبيث أيا كان مصدره، لأن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث. الحادي عشر: يزعم فضيلته أنه شم رائحة التكفير من عنوان مقالي (أبالسة الإنترنت)، فلم هذه الحاسية حاضرة لدي، غائبة عند موكليه في موقع قاضي نت؟ لكن أقول له: هذه الرائحة باعثها سوء الفهم، وإلا فالتسمية لقاسم مشترك بين الفريقين، وهو: (أسلوب التخفي)، والله يقول: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، فهل من بذر ماله أضحى شيطانا؟ وهل للقاضي الرزين أن يشم رائحة التكفير من هذا النص، أو ما هو في حكمه؟ الثاني عشر: ذكرت أن لي بحثا في (الستر) وأحكامه، فأقول: لعلك تقرؤه وتعرف شيئا من فقهه لتعرف الفرق بين منكر (الشهوة) ومنكر (الشبهة)، ولتفهم الفرق بين مصطلح (التشهير) ومصطلح (التحذير)، وأين ينطبق هذا، وينزل ذاك. وصدق المتنبي: وكم من عائب قولا صحيحا وفته من الفهم السقيم وبالتالي فأهل الانحراف الفكري لا يشملهم الستر، ولا ينبغي أن يستخدم معهم التكتم، فشرهم كبير، وبلاؤهم مستطير، بل يجب تجاههم التنبيه والتحذير، وإذا كان هذا منهجك مع مثل أولئك فيجب أن تفهم أنني أختلف عنك في ذلك تماما، فلا تطالبني بتقصيرك، ولا تلزمني بتهاونك فيما لا يتهاون فيه. وعلى سبيل الافتراض بأن من يكتب في منتدى (قاضي نت) هم قضاة حسب زعم القاضي حمد الرزين، فهناك عدة أسئلة له ولرفاقه في (قاضي نت) أتمنى الإجابة عليها: السؤال الأول: لم حجب الموقع؟ وهل يأتي الحجب ارتجالا؟ ومن حجبه؟ لا شك أن الرد عليَّ في هذا السجال سينسحب تماما على الجهة التي حجبت الموقع، وهذا هو الفخ الذي وقع فيه القاضي الرزين، لكن سحا الظلام، وخفافيش الليل، تكتب بأسماء مخفية، وفضيلته خرج باسمه بكل جرأة وحمية يدافع عن باطل أهل الباطل، وهي مكابرة أكبر أن تقع من قاض يفترض أن يكون على قدر من التوقي والحذر حتى لا يختطف فكره من قبل فئة لم ترع تقوى ولا وطنية ولا حياء. السؤال الثاني: أخاطبك باعتبارك قاضيا هل تخلو مسؤولية الموقع شرعا ونظاما من نشر الروابط التي بعد النظر فيها لم يحفل بها ويزكها إلا كل مارقٍ ضلت به السبل، وعلى رأسهم المارق سفيه لندن الذي أثنى على الموقع والكتابات التي فيه، ولست والله ممن يتتبع هذيانه، لكن الإعلام الإلكتروني صدم مما قاله هذا السفيه ونشر تزكيته للموقع ولمن يكتب فيه، وبما تفسر حذف بعض المداخلات والمشاركات من قبل مشرفي الموقع في حينها وهي لدي بالوثائق وترك باقي المداخلات التي يندى لها الجبين؟ لا أحسبني بالاطلاع على ما تحويه الروابط بالطريقة التي أوصلتني إليها إلا ناصحا لديني ثم وطني لتعقب هذا الأمر وهتك ستره طلبا للمثوبة والأجر وقياما بواجب وطنيٍ لا يتخاذل عنه إلا مخذول، فبدل أن تشد على عضدي في ذلك وتضم صوتك إلى صوتي، تناكفني بالدفاع عنهم والتستر عليهم، ولا أظن أحدا صادقا في توجهه مخلصا لوطنه تتاح له فرصة كشف هذه المخاطر والتحذير من شرها وتبعاتها على جهاز بحجم خطورة جهاز القضاء إلا ويسارع إليها إبراء لذمته وإشهارا لهذه السوأة بمعرتها المؤسفة. لو كان الرهان يسوغ شرعا لما ترددت لحظة مصابي بروابط الموقع من أنه يدار من خارج المملكة من قبل فئة معادية تستهدف فكر قضاتنا المعروف بسلفيته واعتداله وسلوكه السوي، لكن الشيخ حمد الرزين جاءنا بمصاب آخر وهو شهادته وهو قاض قد أؤتمن على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم بأن الموقع يعود لقضاة أفاضل، وأن من يرتاده ويكتب فيه هم من القضاة. سؤال أخير: هل يكفي في مثل هذا الموقع المشبوه الحجب؟ لا أظن ذلك فالأمر عظيم، والخطب جلل، فشأن يتعلق بفكر القضاة وهم الخلاصة والصفوة، وعليهم بإذن الله المعول في تحقيق العدل مع كل من ضلت به السبل كأفراد الفئة الضالة، فأمر يتعلق بهذا يجب أن يؤخذ بدق نواقيس الخطر، خاصة أن حجم الكارثة تجاوز محطات التفتيش، وحواجز المرور على الموقع بل جاءت مشهرة نفسها بالاسم تدافع عن الذين ظلموا أنفسهم قبل أن يسيئوا لوطنهم ويستهدفوا الأمن الفكري لزملائهم، لا أقول هذا خبط عشواء بل تقوله وتنطق به روابط مخجلة، بقيت أكثر من سنة في الموقع، ولم تحذف إلا بعد أن هتك الله سترها للعموم، لكن غاب عن خفافيش الظلام أنها محفوظة من نسخة الموقع لتبقى دليلا حيا على سذاجة الطرح، وسذاجة النشر، وسذاجة التخفي، وسذاجة التهرب، وختاما أقول للقاضي الرزين قد كنت في عافية وستر فقمت إلى مدية تحت التراب تثيرها، وصدق المثل: (يداك أوكتا وفوك نفخ). وقفات سريعة: الوقفة الأولى: إذا كان الموقع غير مسؤول عن الكتابات حسب زعمك وزعم ما يسمى بفريق التنسيق والمتابعة فلم إذن يقومون بحذف بعض المواضيع والتعليقات التي لا تروق لهم مما يعني أن ما لم يحذفوه هو مما يروقهم وهي عشرات المواضيع، ومئات التعليقات الباقية، في كنف الموقع لعدة أشهر؟! الوقفة الثانية: العجيب أنه ورد في توضيح أصحاب الموقع المنشور في منتداهم أنهم يعزمون على التشديد على المعرفات المشكوك فيها وحذفها، وهذا يؤكد وجود ما يخافون منه في المنتدى، وإلا لما عزموا على هذا الأمر، ولا أصدق في شأنهم من قوله صلى الله عليه وسلم: «الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس»! الوقفة الثالثة: بماذا يجيب القاضي الرزين عن هذه الهبة الإعلامية المستنكرة لتوجه الموقع وانحراف كتاباته، ثم الهبة الإعلامية المستبشرة بحجبه، مما يعني أنني لست وحدي وإنما السواد العام من المجتمع يشجبونه، وها هو الرزين من جهة وأصحاب الموقع من جهة أخرى يشهدون على صحة ما أشرت إليه ومستوى الخطورة فيه. الوقفة الرابعة: الإسفاف كقولهم عن هيئة كبار العلماء: هيئة كبار المشاغبين، وكإهدائهم كرتونا من القطط لأحد كبار العلماء والمسؤولين، والانحراف الفكري كتكفير أحد كبار العلماء والمسؤولين عبر المطالبة باستتابته، ومناكفة الأوامر السامية والتشكيك بشرعية بعض الجهات القضائية. الوقفة الخامسة: مع كل هذه المعارضة للدولة والخروج على تعليمات ولاة أمرها إلا أنهم لا يجدون الحرج بالتسابق في كتابة موضوع في منتداهم عن العادة الملكية للقضاة والكسوة السنوية، والتسابق للحصول عليها، فهل شكروا تلك اليد الكريمة؟ أم تطاولوا على أوامرها وقراراتها؟ لكن صدق المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا وأخيرا: يقول فضيلة القاضي مخاطبا لي: (واستشهادك بقولك: (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع) فأطلب منك بيان موضع الاستشهاد). فأقول: سمعا وطاعة وإليك البيان بين قوسين لأهميته: (تريد أن تحاكمني أنت وخفافيشك المتخفون إلى الأنظمة، فأقول: لستم هناك، وأتمنى أن تتشجع وتشجعهم بالخروج من جحورهم، وأمثل وإياكم للمحاكمة، لكن لا أظن ذلك، ليتحقق قول جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطولِ سلامة يا مربع أما محاولة تفسير ذلك بأنه سخرية بالنظام، أو بواضعه فباتت طريقة مكشوفة، وأنصحك بمراجعة ما كتبه خفافيشك في منتداهم إن لم تكن علمته من قبل وانظر لسخريتهم بالأوامر السامية، والأنظمة وواضعيها، ثم أرنا غيرتك. وإزاء مكابرة القاضي الرزين بالرغم من حجم الإساءة والخطورة الموثقة بالروابط الإلكترونية من موقع قاضي نت فإنه لا يبعد والحال ما ذكر أن ينبري أحدهم وبكل جرأة ودفع بالصدر مكابرا للدفاع عن رموز الفكر الضال ونظرياتهم أو محاميا عن مروجيها ومعتذرا لهم كما أعتذر لعرابي قاضي نت. * أستاذ الدعوة والاحتساب المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية