عاش أفراد أسرة في حي الأجواد الثاني فجر الجمعة، أربع ساعات عصيبة ما بين الانتظار وترقب الموت في أي لحظة بعدما أقدم رجل في الثلاثين من ذات الأسرة على احتجازهم جميعا داخل شقة سكنية مهددا بقتلهم حال التعرض له، لم تعرف بعد دوافع أو نوايا المتهم، لكن الأجهزة الأمنية نجحت في السيطرة على الوضع وشلت حركة الجاني ومنعته من إيذاء أفراد أسرته. وبحسب تقارير فإن السلطات استخدمت وسيلتي التفاوض والقوة المباغتة والغاز المسيل للدموع لانتزاع السلاح الناري من يد المتهم الذي بدا في حالة غير طبيعية لحظة السيطرة عليه. وكانت غرفة عمليات الشرطة تلقت نداءات استغاثة من سكان في حي الأجواد شرق جدة فجر أمس الأول، عن رجل يحتجز أسرته ويطلق النار عشوائيا في كل الاتجاهات من داخل محيط مسرح الحادث. وفي الحال انطلق إلى الحي عدد كبير من المركبات الأمنية وتم ضرب طوق أمني سريع لمنع الفضوليين والجيران من الاقتراب. وحاول عدد من المحققين التحدث مع الرجل الذي كان قد استبق وصولهم بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، ما أدى إلى نشر قوات خاصة من الشرطة والطوارئ في محيط مسرح الحادث ضمانا لسلامة السكان المحتجزين والجيران، كما توغلت عناصر مدربة إلى عمق الشقة السكنية وتحدثوا مع المسلح، فيما تمكنت عناصر أخرى من تحرير النساء والأطفال من الرهن برغم العيارات النارية التي كان الرجل يطلقها بين الحين والآخر. وظل مدير شرطة جدة اللواء علي محمد السعدي يتابع العمل الأمني أولا بأول، فيما تواجد ميدانيا في مسرح الحادث مدير إدارة دوريات الأمن العقيد سعد الغامدي، وقائد قوات أمن الطوارئ في جدة العقيد محمد العصيمي، إلى جانب عدد من رجالات الشرطة الذين تولوا تهدئة المسلح. بعد خمس ساعات شرع الفريق الأمني في إنهاء الحادثة بأن عمدت فرقة مختصة بالاقتحام باستخدام الغاز المسيل للدموع بهدف شكل حركة المسلح. وتمت السيطرة عليه داخل غرفة تحصن فيها. وبحسب شهود عيان وجيران للبناية التي شهدت الواقعة فقد أبلغوا «عكاظ» أنهم فوجئوا بتصاعد طلقات من داخل شقة وضرب نار، وتوقعوا في بادئ الأمر أنها أصوات ألعاب نارية، لكن وصول الأجهزة الأمنية وإنشاء نقاط تفتيش في عمق الحي أكدت وجود شيء غير طبيعي. وبحسب محمد الغامدي «تواصل واستمرار إطلاق النار أجبرنا على مغادرة منازلنا.. شاهدنا وصول عشرات من رجال الأمن، وبعد أربع ساعات رأينا رجال الأمن يحملون شابا في العقد الثالث من عمره كان في حالة غير طبيعية، يبدو أنه مصاب أو مريض نفسيا». مصادر أشارت ل«عكاظ» أن العمل الأمني اعتمد على أسلوب التفاوض والتهدئة للسيطرة على الرجل المسلح، كما تم تمكينه من استخدام الهاتف النقال للحديث مع أشخاص مؤثرين. وأضافت ذات المصادر أن رجال الأمن لم يطلقوا رصاصة واحدة لإنهاء حالة الاحتجاز وضبط المسلح. وقال المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر داخل الجعيد: الحالة استمرت لما يزيد على أربع ساعات بسبب حرص رجال الأمن على حياة المسلح ومن معه. وأشار الجعيد إلى أن الأسباب التي دفعت المسلح إلى القيام بذلك العمل لم تتضح بعد، ولايزال يخضع للتحقيق. ولم يكشف الجعيد أي مسببات، مشيرا إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن المسلح يعمل في المنطقة الشرقية، ووصل إلى جدة لقضاء أيام رمضان مع أسرته.