كل ما قيل ويقال وكتب ويكتب ونشر وينشر عن التستر التجاري والعمالة السائبة بموافقة الكفلاء وبرغبة العامل نفسه وباتفاق بينهما، كل ذلك ذهب أدراج الرياح وعجزت وزارة العمل عن وضع حد لظاهرة التستر التجاري حتى غدا واقعا واسعا لايحتاج إلى دليل أو برهان ولا مراقبة لجان، ويبدو أن ظروفا قاهرة تقف أمام وزارة العمل جعلتها غير قادرة على «حلحلة» التستر التجاري، خاصة أن محاولتها التي جرت في عهد وزيرها الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- للجم الاندفاع الاستقدامي قد باءت بالفشل الذريع لوجود مقاومة شرسة من قبل بعض المستفيدين من واقع التستر التجاري، ولأن الوزارة في تعاملها للجم الاندفاع لم تفرق بين الذين لديهم مناشط وأعمال حقيقية وبين الذين يملكون مؤسسات وهمية فجاء التقتير على معظم الطلبات، فكانت ردة فعل أصحابها قوية ضد الخطوة التصحيحية، مما جعل الوزارة ترخي قبضتها ليستمر وضع التستر التجاري على ما هو عليه، وقد وقعت بين يدي قبل مدة قصيدتان مبتادلتان بين ناظم (استقدامي) اسمه خليفة إسماعيل وبين الوزير الشاعر غازي القصيبي.. أقتطف منها بعض الأبيات المعبرة عن أزمة الثقة بين طالبي الفيز وبين وزارة العمل، حيث يقول الاستقدامي موجها كلامه لوزير العمل: تعدى عمرك السبعين عاما لماذا لا تريح وتستريح ترجل يا حبيب الأمس واعلم بأن حصانكم هرم كسيح يفسر الناظم مطالبته استراحة القصيبي بأنها مبينة على شدة ما اتخذه الوزير من قرارات في مجال الاستقدام، حيث يقول: أبا يارا ترفق يا حبيبي ولا تهدم بمعولكم صروح جميل أن يكون لكم طموح على أن لايكون به جموح ولكن الشاعر الوزير كانت له وجهة نظر أخرى تلخصها هذه الأبيات: علام تنوح.. ويحك كم تنوح أهم في فؤادك أم قروح بل «الفيزات» تطلبها فتأبى كما يتمنع الطيف المليح تغازل طول ليلك حسن «فيزا» فلا يتهيأ الوصل.. المريح وتحلم أن تكون هنا كفيلا عمالته تضيق بها السفوح فتطلقهم وتجلس مستريحا هم تعبوا وأنت المستريح وتقبض ما تيسر كل شهر وذلك عندك السهم الربيح وتنسى دونما خجل شبابا يسد دروبهم شبح قبيح؟! وقد أتعب هذا المشوار الوزير القصيبي حتى واتته المنية ولم يزل أمر التستر مستعصيا حتى إشعار آخر، فماذا سيفعل به الوزير الجديد عادل فقيه؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة