أوجدت أعوام الطفرة مشكلة اجتماعية، لم نكن نعي أيامها، إن تلك المشكلة سترتد علينا لاحقا. فقد كنا في غفلة من انتباه، فيما نتباهى به من ترف «اجتماعي» وبحبوحة من العيش لنقتني الكثير من مستلزمات الحياة المنزلية. فكانت العمالة المنزلية هي المفضلة عند سيدة المنزل، مما أوجد الشره للحصول على أكثر من خادمة. للتباهي بين الأسر الغنية والمتوسطة لتتجاوز الحالة للأسر الميسورة. ولكن! الشيء الذي لم يكن لازما وملزما ومتلازما مع حياتنا الآمنة المطمئنة الرغدة، هو ظاهرة جلب خدم المنازل وبطريقة عشوائية. خلقت البطر والانبعاج التوسعي في عملية الجلب، وكأننا في سباق محموم لكسب فيز الاستقدام المشروعة وغير المشروعة، لحد تجاوز ذلك بتشغيل الكثير من العمالة السائبة والهاربة داخل منازلنا وذلك حينما يتستر الكثيرون منا على هذه العمالة لمصالحه الشخصية، مما شجع العمالة ذاتها بالمشاركة والمتاجرة بها (والأمثلة) كثيرة !! والشيء نفسه الذي نجم عنه تفريخ مؤسسات وشركات، أوجدت أسواقا، ولا أقول سوقا للمتاجرة «بالفيز»، فقد ساهمت بدورها مساهمة فعالة في خلق مشكلة اجتماعية من الصعب الفكاك منها بالهين. مالم يقطع هذا الشريان النابض بالفساد والإفساد بالمتاجرة بالفيز. وقد حذرنا من ذلك الوزير الراحل غازي القصيبي رحمه الله حينما قال: مشكلتنا بالمؤسسات والشركات التي تقدم أوراقا سليمة بطلب الفيز لحاجة العمل، ومن ثم تختفي هذه المؤسسات والشركات. وقد يقول قائل: أليس هو الوزير الذي كان باستطاعته إيقاف أو قطع هذا الشريان الفاسد. وأقول لقد عمل المستحيل في سد هذه الهوة أو البركان، ولكن كانت الحالة أكبر مما يتصوره البعض، وما أراه إلا محقا فيما قاله وعمله. ولكن لازال بلانا منا وفينا.. نعم !!!. فالفيز فاقت الحصر فكانت بالنسبة لنا مرض العصر حيث اعتصرت مدخراتنا ونضبت جيوبنا، وفوق هذا سببت لنا الكثير من تفاقم مشكلة البطالة وزادت من نسبة ارتفاع معدل الجريمة، مابين الهروب والسرقة والمخدرات والقتل، بل أصبحت مصدر رعب لنا من داخل منازلنا، هذا وهي على كفالة الكثيرين منا، فما بالكم والحال عليه والكثير أيضا يستخدمها بطريقة غير نظامية. نعم هم أرواح بشرية خادمة وبأجور عالية.. ولكنها أضحت مخيفة ومفزعة كالأشباح في منازلنا، والسبب الرئيس للكثير من المشكلات الأسرية، كالهروب والسرقة، والعمل عند الغير، وممارسة الدعارة وغيرها من المفاسد المحرمة. ومع ذلك لازالت حالة «فيز» الاستقدام السوداء وغير السوداء مستمرة، فالطائرات تلفظ حمولاتها في مطاراتنا وتتوزع على مدننا وقرانا. فمن يكفنا شر سوء الفيز ؟.. حينما فاق سوؤها وسوقها الملايين.. ويا أمان الخائفين!!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة