كما قرأنا وسمعنا سابقاً تم إيقاف إصدار تأشيرات العمل (الفيز) بجميع فروع وزارة العمل بجميع المناطق لجميع الجنسيات وخاصة الأفراد. وكما أن الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) وزير العمل سابقاً خاض حرباً ضروس ضد مستخرجي الفيز؛ لأن ذلك -برأيه- سيساعد في التقليل من نسبة البطالة، وحاول كثيراً في ذلك، ولكنه لم ينجح النجاح الكافي؛ لأسباب حصلت سابقاً، نجد الآن أن مستخرجي الفيز أصبحوا يستخرجونها بطرق ملتوية ويزعمون أنها شرعية في الظاهر ولكنها باطلة في الباطن، وسوف أشرح لكم تلك الطرق الملتوية التي في الظاهر أنها شرعية. على سبيل المثال هناك صاحب لي يفكر بممارسة بيع الفيز بأسعار باهظة الثمن ولكن السؤال الموجه: كيف يتم استخراج تلك التأشيرات أو الفيز؟ يتم فتح مؤسسة بأوراق وتصاريح نظامية، ولكن تلك المؤسسة وهمية أي إنها لا تمارس أي نشاط من تلك النشاطات المزعومة لها، ويتم استخراج تلك الفيز باسم المؤسسة الوهمية ويتم بيعها بمبالغ باهظة على الأجانب ليحضروا أقاربهم أو أصدقاءهم أو يتم بيعها عليهم بمبلغ أكبر وتصبح تلك المؤسسة مغلقة وعندما يريد إخراج فيز أخرى يوهم مكتب العمل أنه يعمل على مشروع ويريد عمالاً ويحضر العقود الخاصة بالمشروع ويستخرج الفيز، ويتم بيعها مرة أخرى، وذلك أن صاحب المشروع صديقه ويعطيه تلك العقود ولم يكن هناك أي مشروع أصلاً (ماكلين يعني ماكلين!). وبما أن الفيز بيعت وأُحضرت عمالة بتلك الفيز ربما لدى بعضهم سوابق جنائية في بلدهم وأتوا إلى بلادنا وعاثوا في الأرض فساداً، فإن أصحاب تلك المؤسسات الوهمية يندرجون تحت فئة (مفسدون في الأرض)، ومن هنا إن على مكتب العمل أن يشدد في مسألة الفيز وأن يكون هناك مراقبون لتلك المؤسسات بشكل مستمر بحيث لا يُسمح لهم بالتصرف في هذه الفيز على النحو السابق، وإذا حصل هناك خلل يتم معاقبة صاحب المؤسسة وتغريمه بشكل قوي حتى لا يعيد الكرة مرة أخرى ويكون عبرة لغيره، فهم جلبوا لنا عمالة لهم أيد في عمليات السرقة والاغتصاب والخطف والقتل وتمرير المكالمات والتزوير وهلم جرا. هؤلاء من أصحاب المؤسسات الوهمية هم من جلبوا لنا الفساد والخراب والدمار بسبب عملهم الذي لا يسعون من خلاله إلاّ للربح المادي فحسب. ونتساءل: أين ضميرهم تجاه الله أولاً ثم تجاه الوطن وشعبه؟! وأين مكتب العمل والجهات المسؤولة عن تلك المزاولات المشبوهة؟! أقول لمن يتلاعب بأمن الوطن: إلاّ وطننا، ولن يسمح الوطن لأي شخص فكّر مجرد التفكير في التلاعب بأنظمته أن ينجح في مسعاه، وسيلقى العقاب الرادع بإذن الله. همسة: من خشي الله زان عمله ومن خاف الناس مُقت عمله.