بحلول ليلة أمس الأول هلت ليالي القدر التي امتن بها الله على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعل العبادة فيها تعدل ألف شهر بقوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر». وقد أجمع جمهور العلماء على أن العشرة الأواخر كلها يجدر بالإنسان أن يتحرى ليلة القدر خلالها لما قد يحدث من تباين في الليلة الفرد، إن كان الشهر ناقصا. وفي فضل هذه الليلة المباركة صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله وهب لأمتي ليلة القدر، ولم يعطها لمن كان قبلهم. وقد جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. كما جاء في المسند والنسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال: في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم. ومعلوم أن ليلة القدر هي في العشر الأواخر من الشهر، إذ جاء في الصحيحين ما نصه: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. وأخرج مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي. وأخرج الشيخان وأحمد ومالك والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني ساجد في ماء وطين في صبيحتها. وقد جاء في حديث الصحيحين أن ذلك وقع ليلة إحدى وعشرين، وفي رواية مسلم ليلة ثلاث وعشرين. وقد رجح كثير من الصحابة كما يقول علماء الحديث ليلة السابع والعشرين، وكان الصحابي الجليل أبي بن كعب يحلف عليها ولا يستثني ويقول بالآية أو العلامة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها أخرجه مسلم. وفي رواية صحيحة، أن رجلا قال يا رسول الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فمرني ليلة يوفقني الله فيها ليلة القدر؟, فقال عليه الصلاة والسلام: عليك بالسابعة. وفيما يرى أهل العلم أن أعظم ما ينبغي أن يطلبه المجتهد من رب العزة والجلال في ليلة القدر هو العفو والعافية، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة، ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. وفيما روى الإمام الترمذي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأل الله تعالى؟ فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله اسأل الله العافية في الدنيا والآخرة. وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ فقال : سل ربك العافية في الدنيا والآخرة، ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك، ثم قال عليه الصلاة والسلام: إذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت. فاللهم تقبل منا الصيام والقيام، وبلغنا ليلة القدر واكتب لنا أجرها وهب لنا العفو والعافية فإنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة