أظهرت مراجعة مكثفة لسجلات البيت الأبيض أن مساعدي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لم يقلقوا أو يولوا اهتماما للتحذيرات المتعددة منذ العام 2002 من أن البيت الأبيض في خطر فقدان ملايين الرسائل الإلكترونية التي يقضي القانون الفيدرالي بحفظها. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الصادرة أمس أن المراجعة التي أجرتها مجموعة المراقبة «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن» (كرو)، أظهرت أن مكتب إدارة البيت الأبيض حذر مساعدي بوش الكبار بشأن الفشل في حفظ الرسائل المرسلة من البيت الأبيض بعد نقل الحسابات الإلكترونية إلى برنامج آخر. لكن المجموعة قالت إن نقل الحسابات الإلكترونية من برنامج «لوتس نوتس» إلى «مايكروسوفت اكستشينج» تواصل حينها. ولفتت إلى أن مكتب إدارة البيت الأبيض اقترح لاحقا خطة استعادة كاملة للرسائل الإلكترونية التي فقدت في العام 2005 لكن المستشارة القانونية السابقة في البيت الأبيض هاريت ميرز رفضت الخطة. وفي النهاية، أنفق البيت الأبيض برئاسة بوش 10 ملايين دولار على الأقل لتطوير أنظمة جديدة لإدارة التسجيلات الإلكترونية التي تمكنت من استعادة رسائل إلكترونية تعود ل 48 يوما فقط. وذكرت المجموعة أن الرسائل المفقودة تتضمن تلك التي أرسلت بعد أشهر من الحرب على العراق، ورسائل بعثها مكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني طلبتها وزارة العدل لاحقا كجزء من التحقيق في الكشف عن هوية عميلة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) فاليري بلام. وأشارت إلى أنها رفعت دعوى على إدارة البيت الأبيض أيام رئاسة بوش في العام 2007 بتهمة خرق القانون الفدرالي لعدم المحافظة على ملايين الرسائل الإلكترونية التي أرسلت بين العامين 2003 و2005. وذكرت أن هذه المراجعة أجريت بعد تسوية تم التوصل إليها في ديسمبر (كانون الأول) الفائت بين الرئيس الحالي باراك أوباما و(كرو) ومعهد أرشيف الأمن الوطني. وقد نتج عن التسوية استعادة 94 يوما من الرسائل الإلكترونية والكشف عن وثائق تشير إلى موعد معرفة البيت الأبيض أيام بوش عن فقدان الرسائل وكيفية رده على ذلك.