أدى أمس أكثر من نصف مليون شخص صلاة الجمعة في المسجد النبوي وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الجهات المعنية بخدمة زوار المدينةالمنورة حيث سخرت جهود نحو 15 ألف كادر داخل المنطقة المركزية يعملون في الجهات الأمنية، وكالة شؤون المسجد النبوي الشريف، فرع وزارة الحج، أمانة المدينة، المرافق الصحية الموسمية. واستقبل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي أمس الأول 39 رحلة دولية تقل عشرات الآلاف من الزوار وسط تقديم خدمات طبية وعلاجية لهم على مدار الساعة من خلال 19 مرفقا طبيا، فيما كثفت إدارة صحة البيئة في أمانة المدينة خلال الأيام الماضية من جولاتها على محلات المطاعم للتأكد من مستوى السلامة الغذائية وجودة تدوير المواد وعملية نقلها وتداولها بين الباعة والمشترين، خاصة الواقعة في المنطقة المركزية التي تستهدف غالبا الزوار المتجهين للحرم النبوي، حيث منعت الأمانة البيع في الهواء الطلق حفاظا على صحة الصائمين من الأغذية المكشوفة، فيما عدا الفواكه والخبز، كما سمح للشاحنات التابعة لشركات الألبان بالوقوف في شارع الملك فيصل (الدائري الأول) من الناحية الشرقية للحرم النبوي للبيع على المتجهين إلى الحرم، وفقا لقائمة الأغذية التي يسمح بدخولها إلى الحرم النبوي وهي الخبز والزبادي والقهوة. التكييف في الحرم النبوي ينشد الجميع راحة الزوار، لذا هيئت كافة الظروف الفنية والتقنية وعلى مدار الساعة، وفي الوقت الذي تشهد المدينةالمنورة ارتفاعا ملحوظا في درجات حرارة الأجواء جاوزت 56 مئوية مطلع الأسبوع الجاري، وتأثرا بارتفاع نسبة الرطوبة التي تشهدها المنطقة الغربية، أبلغ «عكاظ» مدير العلاقات العامة والإعلام في وكالة شؤون المسجد النبوي عبدالواحد الحطاب أنه تم رفع طاقة نظام التبريد داخل الحرم النبوي إلى أقصى درجة لتغطية مساحة قدرها 100 ألف متر مربع داخل أروقة الحرم، فيما يوجد في محطة تبريد الحرم أكبر مكثف لتبريد الماء في العالم، وتتكون معدات التبريد في المحطة من ست مكائن، فيما تتكون محطة التكييف من سبع مضخات ضخمة تدفع الماء المبرد باتجاه المسجد النبوي الشريف، بواسطة ماكينات التبريد بمعدل 17000 جالون من الماء في كل دقيقة. وذكر الحطاب أن مشروع نظام تبريد الهواء في الحرم النبوي أتاح التعامل الفوري مع درجات الحرارة المرتفعة التي تم تسجيلها في المدينةالمنورة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تم رفع كفاءة تبريد الهواء في كافة أجزاء الحرم النبوي إلى أقصى درجة بمعدل وصل أمس إلى 11 ألف طن، ويعتبر الحد الأقصى لنظام تبريد وتلطيف الأجواء داخل الحرم، مبينا أن التعامل مع نظام التكييف وتبريد الهواء يتم تبعا لكثافة المصلين ودرجة حرارة الأجواء التي يتم تسجيلها بواسطة مؤشرات خاصة موزعة في أنحاء المسجد، فما يتم خفض درجات التكييف خلال الصيف خارج أوقات الذروة وقبل رمضان مابين 50 إلى 90 طنا، باعتبار أن أعداد الزوار والمصلين داخل الحرم تقل. 40 ألف معتكف وأبان مدير العلاقات العامة في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي أن أعدادا كبيرة من المعتكفين أقبلت لقضاء باقي أيام رمضان في رحاب الحرم، حيث يتوقع أن يزيد عدد المعتكفين على 40 ألفا، مؤكدا أنه تم الانتهاء من إعداد برنامج خاص بالمعتكفين يتضمن توقيعهم على نموذج تعهد وإقرار خطي من المعتكف تمت طباعته نماذجها بثلاث لغات: العربية، الأوردية، والإنجليزية، تبعا لجنسية ولغة المعتكف، تشمل تعليمات معينة يلتزم بها المعتكف ويحرص على عدم مخالفتها تشتمل على عدم إدخال أي غرض إلى الحرم ما عدا مخدة وغطاء وعدم إدخال أي شيء آخر معه، وعدم تعليق الملابس على جدران الحرم والالتزام بالمكان المحدد للمعتكفين والمخصص في شمال التوسعة الحديثة، وألا ينام أثناء صلاة القيام، وألا يكون جالسا بين الصفوف أثناء صلاة التراويح أو التهجد، وأن عليه أن يؤدي الصلاة أو يتأخر في الأماكن الخالية، وأن ينشغل في الدعاء وقراءة القرآن والذكر خارج أوقات الصلاة. وأشار الحطاب أنه تم تحديد أبواب خاصة لدخول وخروج المعتكفين وساحات جلوسهم، كما تم توفير أكثر من عشرة آلاف خزانة لتخزين أمتعة المعتكفين في أماكن مخصصة لذلك. 300 كشاف متطوع يشارك أكثر من 300 كشاف في تقديم الخدمات التطوعية، وإلى جانب رجال الأمن وموظفي الأجهزة الخدمية القائمين على خدمة الزوار الأخرى، تشمل المساعدة في تنظيم عبور المشاة من وإلى المسجد النبوي، وتنظيم سفر إفطار الصائمين في ساحات الحرم النبوي وتنظيم صفوف المصلين في الساحات الخارجية ومعاونة مندوبي الجمعيات الخيرية في توزيع وجبات إفطار الصائمين. 350 آلية للدفاع المدني وفي سياق متصل تم استحداث خمسة مراكز موسمية للدفاع المدني في المدينةالمنورة، ثلاثة منها على الطرق السريعة خارج المدينةالمنورة ومركزين داخل المدينة، وقد جرى تدعيم المراكز الحديثة بأكثر من 350 آلية، وقال ل«عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء صالح المهوس إن 112 دورية سلامة وأربع فرق تدخل سريع تم نشرها في المنطقة المركزية وساحات الحرم النبوي والأسواق والمراكز التجارية والساحات العامة على مدار الساعة طيلة رمضان.