يسترجع المسن ناصر بن مشوط المعاوي (90 عاما) من سكان محافظة بيشة، ذكريات قديمة قدم السنوات التي يحملها على كاهله، ومن هذه الذكريات رمضان في الماضي البعيد كيف كان الناس يتحملون مشقة الحر فيه وشظف العيش، مع الفارق في الإمكانيات بين الأمس واليوم. وبين المسن المعاوي أن سكان البادية كانوا يعتمدون على الذات في تحري رمضان، وفي أحيان كثيرة نفاجأ بطلقات بنادق الفتيل والتي تطلقها إمارة محافظة بيشة بعد تلقيها برقية قصر الحكم في الرياض تفيد بدخول شهر الصيام، وقال «كانت إمارة بيشة ترسل «الخويا» إلى أرجاء المحافظة وبواديها وتطلق نيران الفتيل إيذانا بحلول رمضان، وكنا أحيانا نعلم بدخول الشهر في منتصف النهار فنمسك عن الأكل والشرب». وأضاف: وفي مرات عديدة نواصل الصيام وإذا بنا نسمع صوت طلقات الفتيل التي تطلق بمناسبة حلول عيد الفطر فنفطر ونحتفل بالعيد. وعن نوعية الوجبات الرمضانية يشير المعاوي إلى أنهم في الماضي لم يكونوا يعرفون التنوع في المأكولات، فالإفطار والسحور عبارة عن قهوة وتمر ورغيف خبز على النار، أما الأرز فلم يكن له وجود في الزمن القديم. وفي ما يتعلق بالصيام في أشهر الصيف الحارة قديما، قال المعاوي: بيشة تشتهر بالنخيل، وعندما يشتد الحر ننزح إلى المزارع بالقرب من الوادي، للتخفيف من وطأة الحر، وكانت بالفعل معاناة حقيقة لا يدركها إنسان اليوم.