تواجه وزارة الدفاع البريطانية احتمال تقديم تعويضات مالية لمئات الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن المشاركة في الحرب في أفغانستان والعراق، بعد أن اضطرت لدفع تعويض مقداره 100 ألف جنيه إسترليني لجندي سابق. وقالت صحيفة «ديلي ميل» في عددها الصادر أمس إن الجندي السابق ادعى بأنه ما كان سيعاني من الانهيار العصبي عام 2004 لو أن الأطباء النفسيين العسكريين شخصوا حالته وعالجوا مرضه في وقت مبكر. وخاضت وزارة الدفاع البريطانية معركة قضائية بعد إصرارها على أن الجندي السابق فشل في تقديم طلب للحصول على تعويض عن الإهمال ضمن المدة الزمنية المحددة بثلاث سنوات، لكنها اضطرت لاحقا لإبرام تسوية معه خارج إطار المحكمة. ونسبت الصحيفة إلى الجندي البريطاني السابق الذي حجبت هويته لأسباب أمنية قوله «أتمنى أن يتمكن جنود آخرون سابقون وفي الخدمة يعانون من أعراض مشابهة من الحصول على العلاج الذي يحتاجونه والتعويضات التي يستحقونها». وأضافت أن قادة الجيش البريطاني يواجهون الآن احتمال تحريك إجراءات قانونية ضدهم للمطالبة بتعويضات قد تصل إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية من جنود سابقين يعانون من مشاكل نفسية. وكانت دراسة مولتها وزارة الدفاع البريطانية وشملت 9990 جنديا شاركوا في حربي أفغانستان والعراق كشفت أن 20 في المائة من هؤلاء عانوا من أعراض مشتركة من مشاكل الصحة العقلية و 376 جنديا، أي ما يعادل 4 في المائة، من اضطرابات ما بعد الصدمة. ونشرت بريطانيا نحو 45 ألف جندي خلال الحرب والأشهر الأولى لغزو العراق، في حين تنشر حاليا نحو 10 آلاف جندي في أفغانستان.