تعاني المؤسسة العسكرية البريطانية من خلل في بنيانها البشري، بعد إعلان القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات أن ما يصل إلى 8500 من الجنود البريطانيين السابقين الذين خدموا في العراق وأفغانستان سيعانون من مشاكل في الصحة العقلية. ونسبت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية الصادرة أمس إلى الجنرال دانات قوله «نحن نرى فقط قمة جبل الجليد فيما يتعلق بالمشاكل النفسية بسبب آثار المعارك الضارية في العراق وأفغانستان، والتي لن تظهر نتائجها بصورة جلية إلا بعد أن يترك الجنود الخدمة». وأطلقت الجمعية الخيرية لمساعدة الجنود البريطانيين السابقين الذين يعانون من مشاكل نفسية (كومبات ستريس) نداء لجمع 30 مليون جنيه استرليني لدعم إنشاء شبكة وطنية من الفرق الطبية لعلاج الجنود السابقين الذين يعانون من توتر ما بعد الصدمة. وأشارت الصحيفة إلى أن تشاي باتيل رئيس الجمعية قدر بأن 60 ألف جندي بريطاني سابق عانوا نوعا من مشاكل الصحة العقلية بسبب الوقت الذي أمضوه في العراق وأفغانستان. وقالت إن أرقاما جديدة أصدرتها كومبات ستريس أظهرت أن عدد الجنود السابقين الذين عالجتهم قفز بمقدار الثلثين في غضون خمس سنوات، وطلب أكثر من 1177 جنديا سابقا مساعدتها في العام الماضي وحده. وأضافت الصحيفة أن هذا الرقم يمكن أن يرتفع بشكل حاد بين أوساط الجنود البريطانيين الذين يتركون الخدمة كل عام ويصل عددهم إلى 17 ألف جندي، بسبب القتال الكثيف في السنوات الأخيرة في العراق والآن في أفغانستان. ولم تكن الأمراض العقلية والنفسية الأولى من نوعها بين جنود الحرب، إذ عانى أفراد الجيش الأمريكي والذين يخدمون في العراق وأفغانستان من الأمر ذاته، ما أدى إلى حالات انتحار متكررة بين صفوف الجيش.