أقر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الإثنين 6 رمضان استحداث جائزة باسم «جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين»، تهدف إلى الإسهام في مجالات العلوم والتقنية، وتشجيع وتقدير المخترعين والموهوبين، وتنمية روح الإبداع والابتكار والاختراع. كما جاء في نص القرار.. هذه الجائزة تؤكد دعم التوجه الذي بدأت المملكة تهتم به وتوليه عناية كبيرة، مجال العلوم والتقنية الذي أصبحت مكانة الدول تقاس بمدى تفوقها فيه، كما أنها تعبر عن التقدير للعقول المبدعة ودعمها وتشجيعها .. لكن السؤال المهم هو كيف تتحول أفكار الموهوبين والمبدعين إلى منجزات حقيقية؟. البحث العلمي هو السبيل الوحيد لتفجير الطاقات والمواهب وبدونه سوف تضمر وتتلاشى. كم من المبدعين تلاشى حماسهم وذبلت مواهبهم؛ لأنهم لم يجدوا البيئة الجيدة للبحث العلمي، وكم من المبدعين لم تظهر عبقريتهم إلا عندما هاجروا من بلدانهم إلى بلدان أخرى ووجدوا البيئة الحاضنة الداعمة لهم. البحث العلمي للأسف الشديد ما زال في أدنى قائمة اهتمامات الدول العربية. إدارات البحوث موجودة اسما في كثير من المرافق لكنها لا تزيد عن مجرد استكمال للهيكل التنظيمي الإداري دون إعارتها أي اهتمام أو دعم. حتى الجامعات والمراكز الأكاديمية تعاني ميزانيات البحوث فيها من شح وإهمال لا يجعلها قادرة على تقديم شيء يذكر.. في المقابل دعونا نتأمل آخر أخبار البحث العلمي في الدول التي تدرك أهميته لحاضرها ومستقبلها.. رغم تراجع الناتج الوطني في ألمانيا بنسبة خمسة في المائة خلال العام الماضي إلا أنها استطاعت رفع مخصصاتها لدعم البحوث والابتكار والتطوير من 3 في المائة إلى 6.42 في المائة من الناتج الوطني السنوي؛ أي بما يصل إلى 65 بليون يورو. الولاياتالمتحدةالأمريكية تخصص 7.2 في المائة من ناتجها الوطني لدعم البحوث والتطوير. كوريا الجنوبية رفعت دعمها إلى 5.3 في المائة من ناتجها. السويد ما زالت في المرتبة الأولى أوروبيا. أما على المستوى الدولي فإن إسرائيل هي الأولى بلا منازع في مجال دعم البحوث. إذا نحن نقارن بين بلايين تصرف على البحث العلمي في تلك الدول و «ملاليم» تصرف عليه في العالم العربي. وبين مراكز متطورة للبحوث تعمل كخلايا النحل ويديرها علماء متمكنون، ومراكز أو إدارات شاحبة الملامح وخاوية المضمون في عالمنا المفتون بالمظاهر.. وحينما تكون أوضاعنا هكذا فإنه لا مجال لاستثمار المواهب المتميزة والطاقات المبدعة. إنها لن تبرز لكي نمنحها الجوائز دون أن نوفر لها البيئة المثالية للبحث العلمي. ولذلك فإن «جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين» هي بداية الطريق لمشروع بحثي سعودي يستطيع أن يواجه تحديات المستقبل ويحقق طموحات الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة