في مدينة غلاسكو البريطانية قام شاب نصراني بنزع نقاب طالبة مسلمة كانت في طريقها إلى الجامعة حسب ما نشر في الصحف المحلية قبل مدة نقلا عن وكالات الأنباء والمندوبين الصحفيين فحكم قاض اسكتلندي غير مسلم على ذلك الشاب بالسجن لمدة عامين جزاء وفاقا لما قام من اعتداء على الحريات العامة والخاصة، وقد أثلج صدري ذلك الحكم الصارم النافذ وأخذت أتأمله وجال في خاطري سؤال عن أسباب عدم تعاطف القاضي الاسكتلندي مع الشاب الذي نزع نقاب الفتاة المسلمة مع أن الشاب على دينه ومن وطنه والفتاة على غير دينه وهي غير بريطانية، ومع أن النقاب مستهجن في الغرب اجتماعيا وهناك دول غربية مثل فرنسا وهولندا بدأت تحاربه وتضع القوانين لمنعه على أساس الاكتفاء بالحجاب المجمع عليه بالنسبة للمرأة المسلمة؟!. إن الجواب على مثل السؤال المتقدم ذكره يتلخص في أن ذلك القاضي رجل يحترم عمله في سلك القضاء ولا يحيد عن القوانين البريطانية التي تحترم الحريات الخاصة والعامة، ولم يخضع الموقف للعاطفة ولم يخضع حكمه للمجاملة أو الارتشاء وتعامل مع القضية بطريقة قانونية وحضارية مجردة من المشاعر الخاصة فجاء حكمه صارما ضد ذلك السلوك الشائن غير الحضاري الذي صدر من ابن وطنه دون تعصب منه لدين أو وطن!. إن هذه الصورة الرائعة التي رسمها القاضي البريطاني لوطنه، هي صورة لا تقدر بثمن، لأن العدالة هي أغلى شيء في الحضارة الإنسانية وبها تحفظ الدماء والحقوق والأعراض ويوضع حد للجرائم والعدوان، ويروى أن الجنرال شارل ديجول عندما عاد من جهات القتال بعد تحرر وطنه من الألمان وحلفائهم سأل عن أحوال المؤسسات الفرنسية فقيل له إنها جميعا متردية يضرب الفساد في أطنابها، فسأل بلهفة عن القضاء فقيل له إنه الجهاز الوحيد الذي سلم من الفساد، فتنفس ديجول الصعداء وقال قولته المشهورة: الآن اطمأن قلبي على مستقبل فرنسا!، وكان له ما أراد فقد نهضت فرنسا من كبوتها مثل أي فرس أصيل وأصبحت كما ترون، وعندما رأى رسول القياصرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نائما تحت ظل شجرة متوسدا كومة من التراب الطاهر وكان يحمل له رسالة سياسية من القيصر هتف بعبارته الخالدة: عدلت فأمنت فنمت. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة