طالبت السفارة السعودية في أستراليا السائحات السعوديات المنقبات بالابتعاد عن الأماكن المتربصة شرا بالنقاب حتى لاتشن حربها عليهن! وحذرتهن من السير دون محرم، وإذا كان ولابد من التجوال فليكن على هيئة مجموعات وليس فرادى، كمن يقول .. أبت العصي إن اجتمعن تكسرا .. وإن افترقن تكسرت آحادا! لكنها لم تحدد ما هي الأماكن الممنوعة على المنقبات! ولم تحدد ما الذي يجب أن تفعله المنقبة فور تعرضها لا سمح الله لاعتداء عليها .. أو لمحاولة كشف نقابها بالقوة! تحذير السفارة يغلب عليه الطابع الإنشائي وكان عموميا في نصائحه ولهجته عادية ليس فيها إيضاح ولا توجيه! إنما يدل على أن في الجو غيم! وأن النقاب صار من أسباب الهجوم والعدوان! وما يجري في أستراليا سبقه ما جرى في بعض البلاد الأوروبية بل والعربية! ذلك يدعونا إلى القول أن الموقف «الدولي» المعلن حول النقاب يكشف عن المراحل التاريخية لاحتشام المرأة السعودية التي بدأت «بالشيلة» بورسعيد الداكنة السواد على الرأس ولم تمنع هذه «الشيلة» المرأة من العمل في الحقل جنبا إلى جنب الرجل تزرع وتحصد وتروي وتحلب وتعود إلى البيت تنسج وتحيك وتصنع من الوبر والصوف غزلا يقيها برد الشتاء! خطأ شائع أن المرأة السعودية أصبحت «عاملة» بعد أن عملت بوظيفة في العصر الحديث! هي عاملة منذ فجر التأسيس وإلى اليوم!.. واحتشامها له تاريخ طويل في يومياتها المعاصرة كانت «الشيلة» البداية ثم العباءة وأذكر العباءة الخفيفة ذات القماش الرهيف الشفاف تضعها السيدة السعودية فوق الأرداف وتمشي بها على الأرض! لاتخاف أحدا ولا يقفز عليها الرجال طمعا وإغواء!! كان الوضع عاديا لاينبئ عن مطاردة للعباءة أو لمن هي وسط العباءة! ثم ظهر «البرقع» وانتشر وهو غير «البراقع» البدوية الأصيلة المعروفة في صحراء البلاد وباديتها يشبهه لكنه ليس هو! ومع تصاعد النشاط جاء النقاب متسيدا الساحة ومعه القفازات السوداء والجوارب الداكنة السواد صيف شتاء! ومع النقاب عباءة ضخمة كالخيمة من القماش المتين لا يشف ولا يلين تصلح أن تكون درعا واقيا في الحروب يصد ويحمي! والمحصلة أن النقاب ليس توليفة من صناعة سعودية هو في حقيقته يرجع إلى ابتكارات الإخوان المسلمين كتنظيم ظهر في البلاد له خصائصه وشروطه .. نقل عنه فريق الصحوة هذه المظاهر وبدأ ينشرها في المجتمع حتى لو كان تحت النقاب «مايوه» المهم ظاهره وليس ما تحته! اليوم العداء يسود ليس ضد قطعة القماش التي هي النقاب إنما ضد الفكر الذي اخترع النقاب كي يستغله! كأنما اختراع النقاب في الأصل ليس التستر والستر على المرأة بل .. للاستفادة منه في غايات أخرى ومآرب أخرى وهذه هي الركيزة في الحرب المعلنة ضد النقاب .. فهل انتهى الأمر إلى هنا .. بالطبع لا، غدا إذن اسمحوا لي أن نواصل!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة