أثارت مجموعة من الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والولادة في الولاياتالمتحدة قضية الارتفاع المتزايد في نسب الولادة القيصرية خلال السنوات الأخيرة، معتبرين أن ذلك هو نتيجة سلبية للإفراط في اللجوء إلى وسائل الطب المتقدم لمعالجة قضايا الحمل التي اعتادت النساء عبر الأجيال على التعامل معها بصورة طبيعية وصولا إلى الإنجاب في المنازل. واعتبر الأطباء المتخصصون، أن العمليات القيصرية باتت تجري بصورة مفرطة ولأسباب غير طبيعية في الغالب، الأمر الذى يعرض معه الأم والطفل على حد سواء لمخاطر مرتفعة جراء الخضوع لعملية تعتبر من العمليات الجراحية غير السهلة، خصوصا وأن الأرقام تشير إلى أن العمليات القيصرية تزايدت بنسب تصل إلى 30 في المائة من إجمالي الولادات حول العالم لأول مرة. وقد أقر الأطباء أن هناك بعض المتغيرات الطبيعية التي تحتم تزايد العمليات القيصرية، بينها الوزن الزائد لدى الكثير من الأمهات، ولجوء البعض إلى عمليات التلقيح الصناعي التي ينتج عنها توائم، إلى جانب تقدم العمر ببعض الأمهات. كما لفتوا الانتباه إلى أن الممارسات الطبية الحديثة حول عمر الجنين تساعد أيضا على تزايد الولادات غير الطبيعية، باعتبار أن بعض الأطباء يعمدون إلى استخدام الطلق الصناعي لتحفيز الولادة اعتبارا من الأسبوع 37. وقالت رئيسة قسم سلامة الأطفال في معهد كينيدي الصحي الأمريكي البروفيسورة كارولين سيغنور: «لقد لاحظ الأطباء أن هذه العمليات القيصرية قد لا ترتب الكثير من المخاطر الصحية على الأم والطفل، ولذلك تزايد استخدامها بعدما زاد الاعتقاد لدى الأطباء بأنهم قادرون على إنجاز هذه العمليات بسهولة». وأضافت «إن مثل هذا الاعتقاد من قبل الأطباء هو اعتقاد خاطىء لأنه يخالف الأرقام الرسمية لدوائر الصحة الأمريكية التي تشير إلى أن الأمهات اللواتي يخضعن للولادات القيصرية تزداد لديهن فرص العودة للمستشفى جراء النزيف أو تخثر الدم، كما ويترافق ذلك مع صدور توجيه طبي جديد في الولاياتالمتحدة يدعو المستشفيات إلى التراجع عن سياستها السابقة القاضية بعدم السماح للأمهات اللواتي أنجبن الطفل الأول بصورة قيصرية بمحاولة إنجاب الطفل الثاني بصورة طبيعية. ويشير التوجيه الجديد إلى أن الدراسات أثبتت بأن هذا النوع من الولادات ينجح بشكل طبيعي بنسب تتراوح بين 60 إلى 80 في المائة الأمر الذي يؤكد أن فكرة الولادة القيصرية تظل هي الاستثناء وليست القاعدة.