أشغل المعلمون الرأي المحلي بقضية رواتبهم ومستوياتهم لسنوات. رفعوا القضايا وشكلوا اللجان وطافوا مكاتب وزارتهم مئات المرات بحثا عن إنصاف لظلم يعتقدونه. لا أقف هنا ضدهم أبدا أبدا، فهذا حقهم الذي كفلته أنظمة الدولة ولهم حق الركض خلفه مائة عام. لكن ليتهم أوكلوا إلى فريق منهم، حين خاضوا هذه المعركة، مهمة استعارة منهجين أو ثلاثة من أول طالب على الطاولة المجاورة وحملوها معهم كقضية تستحق النظر ورفع الظلم مثلما فعلوا مع جيوبهم. ليتهم حين شكلوا اللجان لو استحدثوا لجنة فرعية ونظروا في حال طلابهم مع مناهج تقبع في أسفل سلم الفائدة دون حركة. ليتهم حين زاروا الوزارة وقدموا أوراق تظلمهم من أوضاعهم الوظيفية لو كتبوا ورقة واحدة فقط من واقع تجربتهم تثبت أن مناهج اليوم تصلح لأي شيء عدا أن يتعلم منها طلابهم. ليتهم جادوا على طلابهم ببادرة ضمان لمستقبلهم وصبوا لأجلهم قطرة عرق واحدة مع قطرات عرقهم المتصببة على مكاتب الوزير ووكلائه وهم يطلبون حقهم من المال. يتحدث معلم اليوم بحرقة حين يستحضر حال مستواه الوظيفي ويحسب حقوقه الضائعة. يسرد أمامك تصريح الوزير بالتاريخ ورقم صفحة الصحيفة وماذا قال فيه بالحرف الواحد تجاهه وزملائه، وإذا منحته الوقت سيكون سعيدا لو استعرض لك الجوانب القانونية في قضيتهم والأضرار النفسية والمالية وسيضرب لك بأصابعه على أرقام الحاسبة ويخبرك براتبه المفترض وتعويض السنوات الماضية بالريال. ولكن حين تسحبه إلى يومه مع طلابه والمناهج التي يسكبها في عقولهم سيصنع لك (كباري مواضيع) ليهرب من حديث كهذا. يعرف المعلم جيدا أن ما بين يديه من منهج لا يقدم في مستوى طلابه الذي يجالسهم ويختبرهم يوميا. يعرف جيدا أن واجبه اليومي معهم هو تحصيل حاصل وتمضية وقت في كثير من الأحيان، ويعرف أكثر أن طالبه المتميز لم يكن كذلك اعتمادا على المنهج بقدر ما كان تميزا لموهبة وتعليم ذاتي بعيدا عن حشو الصفحات البالية. يعرف ذلك لكنه يهرب عن نقد ما يقدمه لطلابه لأن وقته لا يسمح أو ليس لديه الجرأة لفعل ذلك. ويا لها من جرأة تأتي وتختفي بالمزاج. هو مشغول بالتوقيع على ورقة الاحتجاج وتتبع قضية المستويات يوما بيوم. يقينا لو أن ثلث الجهد المبذول في تلك القضية، سخره المعلمون الكرام في نقد المنهج الدراسي وتحدثوا عنه بذات جرأتهم وكفاحهم وركضهم مع مستوياتهم لما ظل التعليم بهذا التحرك السلحفائي، إن كان يسمى تحركا. لو كان مع كل خبر منشور في صحيفة نصف خبر يستعرض آراءهم وتجربتهم مع المنهج لكنا رأينا حالا غير هذا الحال المؤسف في مدارسنا. لكنهم سكتوا عن طلابهم المتورطين مع المناهج. إنها المسؤولية تأتي وتذهب (على هواها). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة