أبدت الأطراف اللبنانية تفاؤلها بالنتائج التي ستكرسها الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان، والقمة الثلاثية السعودية اللبنانية السورية التي رعاها وشكلت صورة للمرحلة المقبلة من العلاقات العربية الموحدة. وزير الدولة عدنان السيد حسين أعرب عن اعتقاده بأن «القمة الثلاثية ستساعد لبنان على إيجاد مناخ إقليمي وعالمي لمحاصرة العواصف المحدقة بلبنان وإعادة الهدوء إلينا وإلى المنطقة». ولفت إلى أنه «عند أي منعطف خطر، تكون الأولوية للاستقرار الذي يشكل الأساس في كل الظروف، وإذا لم يكن هناك من استقرار، فلا اقتصاد ولا اجتماع ولا أمن». وإذ أكد أنه «من المفروض أن نكون فريقا واحدا حول أمن لبنان واستقراره، ومنع الفتن أو أي تجدد للصراع في المنطقة»، ذكر السيد حسين أنه «لم يعد هناك من 14 أو 8 آذار». فيما رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون «أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المدافع الدائم عن قضية لبنان وشعبه، وحقه في الاستقرار والسيادة والحرية والاستقلال، تشكل في حد ذاتها حدثا مميزا، كما هي الحال في الزيارة الأولى للرئيس السوري بشار الأسد بعد إعادة الحيوية والانفتاح للعلاقات بين لبنان وسورية». وأكد الوزير فرعون «أن حدث الزيارة المزدوجة والمهمة والاستثنائية والقمة الثلاثية، يعكس رغبة مشتركة وعربية للتعاون على تحصين الساحة العربية في وجه المخاطر الإقليمية التي تحدق بالمنطقة، والتوتر الذي يرخي بظلاله على أكثر من مكان مثل العراق واليمن وفلسطين، ومنع تحويل لبنان مجددا إلى ساحة صراع وضحية للتوتر الإقليمي، لا سيما بعد التصعيد الداخلي والتهديدات الإسرائيلية المستمرة». واعتبر فرعون «أن الزيارة المزدوجة تأتي في سياق التشاور والعمل المشترك لتثبيت الاستقرار في لبنان وتثبيت مسيرة حكومة الوحدة الوطنية، والحد من إمكانية التدهور من خلال متابعة ومعالجة الملفات الدقيقة الخلافية، ومنها منع تسييس ما يدور حول المحكمة ذات الطابع الدولي قبل صدور القرار الظني المرتقب، كما أنها تأتي في إطار معالجة هواجس أكثر». وشدد الوزير فرعون على «أنه يبقى على اللبنانيين مسؤولية في إدارة شؤونهم واحترام التزاماتهم الدولية والداخلية تجاه بعضهم البعض، وأن يحصنوا ويثبتوا ظروف استقرارهم، من خلال التفاهم وتطبيق الاتفاقات وتطويرها، إن من خلال البيان الوزاري، أو عبر هيئة الحوار الوطني، ومنع انجرارهم أو الضغط عليهم نحو مغامرات يدفع ثمنها الجميع». فيما أوضح الوزير وائل أبو فاعور بالقول «لبنان شهد لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي طالما كانت له المساهمات الكبرى في دعم نهوض لبنان واقتصاده وسلامته، ويجمع الرئيس السوري بشار الأسد الذي نخوض اليوم مرحلة استعادة العلاقة الطبيعية والمميزة كما ينص اتفاق الطائف بين البلدين بعد سنوات عجاف نعمل لكي لا تعود، والقمة الثلاثية تؤكد أن لبنان ما زال ينظر إليه بعين الرعاية والاهتمام والاحتضان العربي، الذي أنتج سابقا اتفاق الطائف الذي حقن الدماء وأنهى الحرب الأهلية وأوصل لبنان إلى مرحلة السلم الأهلي، وهو نفسه الاحتضان الذي أنتج اتفاق الدوحة الذي منع لبنان من الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية والصراعات الدامية منذ سنتين»، ومؤكدا «أن لبنان ليس متروكا لقدره، ولا للانزلاق إلى أي منزلق خطر، ومطلوب من القادة العرب الذين اجتمعوا في لبنان أن يقدموا لنا كلبنانيين الحلول الناجزة، و مجرد انعقاد القمة يخلق مناخا إيجابيا وحاضنا ومساعدا، وعلينا نحن كأبناء هذا الوطن أن نبتدع العلاجات التي تخرجنا من الوضع الحالي ومن المخاوف الحالية». فيما أكد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني أن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان تؤكد الحرص السعودي على مصلحة لبنان، لافتا إلى أن القمة التي جمعته بالرئيس السوري بشار الأسد والرئيس ميشال سليمان تؤكد أن الاستقرار في لبنان عند السعودية وسورية خط أحمر لايجب تجاوزه.