اتسمت تعاملات المؤشر العام للأسهم السعودية أمس، بهدوء جيد عكس استقرار الحالة النفسية للسوق بعد استقرار أسعار النفط فوق مستويات 78 دولارا وارتفاع اسعار نفط سلة أوبك إلى ما فوق 74 دولارا للعقود الآجلة، ومع حيرة مسار سهم سابك ما بين اختراق مقاومة 87.25 وكسر دعم 85.75 اختارت السوق أن تقفل باللون الأخضر بعد تحول السيولة إلى أسهم قيادية أخرى على رأسها الكهرباء والراجحي وبعض الشركات المصرفية، بالإضافة إلى سهمي المراعي و«موبايلي». ومع الإغلاق المرتفع ب17 نقطة تقريبا عند مستوى 6283 بدا واضحا أن المتعاملين مصرون على العودة مرة أخرى إلى ما فوق مستويات 6303 نقاط، لكن دون تغيير متوقع لسلوكيات الصعود، فالمؤشر ومع انخفاض قيم السيولة المتداولة يعبر بشكل واضح عن حالة السوق الضعيفة والتي لا تستطيع المحافظة على استقرار أي ارتفاع في أسعار الأسهم وهو ما يؤدي إلى زيادة حدة المضاربات، التي من شأنها أن تفتح شهية المضاربين على الأسهم ذات القيم المنخفضة وهو ما لوحظ على سهم سيسكو الذي أقفل مرتفعا بالنسبة القصوى، مع ارتفاع وتأهب للارتفاع لأسهم أخرى مشابهة في الأيام المقبلة ريثما تستقر أوضاع البتروكيماويات وتظهر بيانات اقتصادية مشجعة في الاسواق الامريكية والعالمية عن التحول الايجابي لزيادة الطلب على الصناعات البتروكيماوية وعودة الأسعار إلى سابق عهدها في الربع الأول من هذا العام. ومع ترسخ هذه الصورة تبدو الأوضاع صعبة، خصوصا أن تقرير بيج في أمريكا الذي صدر خلال الأسبوع المنصرم تطرق إلى قطاع المنازل ليشير إلى أن القطاع لايزال يمر في وقت لا يحسد عليه، مشيرا إلى أن القطاع شهد تراجعا حادا في مستويات الطلب على المنازل. كما صدر عن الاقتصاد الأمريكي تقرير طلبات البضائع المعمرة مغطيا شهر(حزيران) ليشير إلى انخفاض في الطلبات بنسبة 1.1 في المائة، مقارنة بالانخفاض السابق الذي بلغ 0.8 في المائة، كما انخفضت طلبات البضائع المعمرة المستثنى منها المواصلات بنسبة 0.6 في المائة خلال الشهر نفسه مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 1.2 في المائة. أما طلبات الإعانة الأمريكية فانخفضت للأسبوع المنتهي في الرابع والعشرين من يوليو بمقدار 11 ألف طلب، ولكن طلبات الإعانة المستمرة ارتفعت بمقدار 65 ألف طلب للأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من يوليو، الأمر الذي يشير إلى أن قطاع العمالة الأمريكي لم يصل إلى مرحلة الاستقرار النهائي ويلزمه المزيد من الوقت إلى أن يحقق التعافي التام. كذلك صدر تقرير الناتج المحلي الإجمالي، ليتبين أن الاقتصاد الأمريكي نما خلال الربع الثاني من هذا العام بنسبة 2.4 في المائة مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 3.7 في المائة وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 2.6 في المائة، وهذا ما أظهر أن الاقتصاد الأمريكي يمر في مرحلة تراجع في الأنشطة الاقتصادية فعلا خلال الفترة الراهنة. واضعين في عين الاعتبار أن نمو الاقتصاد الأمريكي يبقى إشارة جيدة، ولكننا نعلم أن عملية التعافي ستتطلب وقتا أكثر. ويتوقع أن تتسم تداولات اليوم بذات الدرجة من الاستقرار الذي كان عليه الوضع أمس، حيث إننا على موعد في ما يبدو لاختراق مقاومة 6292 ثم 6303 نقطة للعبور إلى نقطة 6344 نقطة، ومن المهم جدا الإغلاق قرب هذه النقطة أو على الأقل فوق مستوى 6292. أما الإغلاق دون هذه النقطة وكسر دعم 6267 فهو ما سيترتب عليه أوضاع سلبية مغايرة لما ذكرناه.