احتلت السعودية مرتبة متقدمة في قائمة الدول الأكثر سعادة بين 155 بلدا حول العالم بحصولها على المرتبة 58، فيما جاء المواطن السعودي ضمن العشرة الأقل معاناة بحلوله في مرتبة مساوية لمرتبة المواطن الأسترالي الذي يحتل الترتيب التاسع مكررا. وحسب نتائج دراسة تعتبر الأولى من نوعها، ونفذها معهد «جالوب» العالمي الذي قاس نسب سعادة الأفراد في 155 بلدا وربطها بالرفاهية الاقتصادية في الأعوام من 2005 إلى 2009، فإن نسبة معاناة المواطن السعودي لا تتجاوز 3 في المائة فقط. وتتزامن فترة الدراسة مع عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حكم البلاد، وهي فترة حفلت بنقلة نوعية في التنمية والإصلاح والتطوير الشامل والإنجازات التنظيمية والاقتصادية والتعليمية. وقادت السعودية في هذه الفترة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي جاءت نتيجة لقرارات إصلاحية مليئة بالعطاء المتوازن على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهي قرارات جنبتها الكثير من المشكلات الاقتصادية سواء على صعيد التضخم الذي عصف بدول العالم أو على صعيد الخطط الاستراتيجية التي تعمل على زيادة معدلات الناتج المحلي. وعملت السعودية خلال الفترة المتزامنة مع المسح على زيادة وتنوع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، والعمل على توفير بيئة مثالية للاستثمار في المملكة، فكان من نتائجها حصول المملكة على متقدم جدا في قائمة الدول التي أجرت إصلاحات اقتصادية انعكست بصورة إيجابية على تصنيفها في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي وهو ما حفز الكثير من رؤوس الأموال للدخول والاستثمار في المملكة. والمعروف أن المملكة ضمن 20 دولة تجتمع لتقرر الطريق الأنسب للاقتصاد العالمي لتجاوز الركود الذي أفرزته الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، وفي هذا الصدد أشار البنك الدولي في تقريره السنوي العالمي إلى أن السعودية تعد واحدة من أكبر الدول تبنيا للإصلاح في العالم في مجال إقامة الأعمال. وعلى صعيد دراسة الدول الأكثر سعادة تصدرت الدنمارك القائمة، بينما جاءت الكويت في المرتبة 23 وتلتها قطر التي حصلت على الترتيب 35 عالميا، ثم البحرين في المركز 48، أما السعودية فجاءت في المرتبة 58 ومصر جاءت في المركز 115 عالميا. وتأتي هذه البيانات بناء على نتائج دراسة اعتمدت على سؤال وجه لآلاف المواطنين في 155 دولة حول العالم وهو: ما مدى الرضا العام عن حياتك؟ واعتمد المسح أيضا على أسئلة تتعلق بالخبرة الحياتية للمواطن في هذه الدول ومدى شعوره بالاحترام والتقدير وسهولة الحياة.. وسأل الباحثون في معهد جالوب مواطنين في البلدان ال 155 عن رأيهم وقناعتهم الكاملة بشأن حياتهم، وصنفوا إجاباتهم باللجوء إلى تسجيل نقاط من 10 باستخدام «تقويم للحياة». وطرحوا بعدها أسئلة حول شعور كل مشارك باليوم السابق على اللقاء. وأتاحت كل إجابة للباحثين تسجيل «تجاربهم اليومية» والأمور التي يحبونها سواء كانوا يشعرون بالاستقرار والاحترام وما إذا كانوا لا يعانون من أي ألم ومدى اندماجهم في المجتمع. ومن المفارقات الغريبة في قائمة أسعد شعوب العالم أن الولاياتالمتحدة جاءت في المركز ال 14 بينما احتلت دولة كوستاريكا المركز السادس، واحتلت البرازيل المركز ال 12. يذكر أن «جالوب» وهي منظمة تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية، وتمتلك ما يقرب من 40 مكتبا عبر دول العالم ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة واشنطن ويقع مقر العمليات في أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية.