تخصص الدولة المليارات من الريالات لتوفير الخدمات الأساسية في المدن والقرى والهجر. ولكن هذه المليارات قد لا تقوم بما يلزم من إيصال للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والمجاري وغيرها من الاحتياجات الضرورية الأخرى خصوصا في المدن الجبلية، إما للعقبات التي تواجهها المشاريع بسبب التضاريس أو لبعد القرى والهجر عن بعضها البعض مما يصعب توصيل الخدمات إليها. ألاحظ هذه الإشكالية في منطقة الباحة على وجه التحديد، فبالرغم من الجهود التي يبذلها سمو أمير المنطقة وسمو وكيله وبالرغم من المخصصات المالية الكبيرة التي توفرها وزارة المالية إلا أن كثيرا من المواطنين ما زالوا يفتقدون للخدمات الأساسية التي ذكرتها آنفا والسبب إما لكون هؤلاء المواطنين يعيشون في القرى أو الهجر النائية أو أنهم يعيشون في مساكن متفرقة في أعالي الجبال مما يصعب إيصال الخدمات إليهم. ولهذا فإن الحل الأمثل لإرضاء جميع الناس وتوفير الخدمات المستحقة لهم يكون بإنشاء مخططات نموذجية في مناطق مستوية التضاريس في مدينتي الباحة وبالجرشي ، وغيرها من المناطق المشابهة، وإن تعذر وجود مساحات مستوية التضاريس كافية لإقامة المخططات عليها في هاتين المدينتين، وهذا محتمل، فإن البديل المناسب موجود كالعقيق أو المخواة واللتين تملكان مساحات كبيرة من التضاريس المستوية مما يسهل على الدولة إيصال جميع الخدمات في منطقة محدودة المساحة مخططة تخطيطا سليما من ناحية الطرق والكباري والمستشفيات والمدارس وغيرها وقد تكون هذه المخططات جاذبة للمستثمرين للكثافة السكانية فيها وسيتم بطبيعة الحال بناء الفنادق والمجمعات التجارية الكبيرة والتي في الحقيقة تفتقدها المنطقة. آن الأوان للتفكير مليا في هذا الأمر للتخفيف على الدولة من الأعباء المالية التي تتكبدها في دك الجبال وخرق الأنفاق وإنشاء الكباري والسدود في الأودية لإيصال خدمات إلى قرية نائية قد لا يتعدى عدد سكانها مائة أو مئتين. قد لا تعجب هذه الفكرة كثيرا من الناس من سكان تلك المنطقة لارتباطهم الوثيق بقراهم وأوديتهم وهذا متوقع ولكن بالنظر إلى الصالح العام والفائدة التي قد تعود على الجميع فإن التضحية هنا يجب أن تقدم على المصالح الشخصية علما بأن فكرة المخططات النموذجية لن تؤثر على تواصل أهل القرى بقراهم ولن ينسلخوا عنها فما زال بإمكانهم القيام بالاهتمام بكل ما يربطهم بالقرية وبزراعتهم فيها بل قد تصبح القرية منتجعا سياحيا لأهلها في عطل نهاية الأسبوع والعطل الكبيرة. عبد القادر الغامدي