ولأسباب لا يعرفها لم يذهب في رحلته المكوكية حول العالم لقضاء إجازته الصيفية على الخطوط السعودية، ربما خطوطنا «تنكد على المسافرين» لهذا لم يكن عليها في رحلته من الهند إلى اليابان وأستراليا ونيوزلندا ثم بلد العم سام الذي أصبح يرتاب بنا ويفتشنا بطريقة غير لائقة من وجهة نظرنا، وبدافع الأمن من وجهة نظره، مع أن أولئك الانتحاريين أقلية، فنحن مسالمون لحد أن الأطباء يخطئون في حقنا ولا نقول شيئا، والتجار يجففون السوق من المواد الغذائية «وحنا ما نخالف»، والأحوال المدنية «طلعت عينا» لأنها تطلب من المواطن أن يحضر لمقرها بعد صلاة الفجر وقبل حضور الموظفين، ليحصل على رقم وإلا لن يحصل على بطاقة شخصية، مع أن هذه البطاقة لا تنفعك كثيرا في المحكمة، لأنك تحتاج إلى شاهدين ليثبتا أنك أنت أنت، وكأن المحكمة لا تثق في الأحوال المدنية. ترك بلد العم سام سريعا، اتجه إلى إيطاليا التي جميع سكانه جميلون رجالا ونساء أو هكذا قالت تلك المرأة التي تشجع منتخب إيطاليا عندما سئلت عن الأسباب قالت: «لأن لاعبيها وسيمون». الرحلة من أوروبا بالقطار أجمل فأنت لن تصاب بملل، فالمدن مختلفة في جمالها، ولكل مدينة جمالها الخاص، ولكل راكب حكايته الخاصة، وستتأمل بكسل ومتعة كل هذه الأمور، وسينتابك قليل من الحسد نحو شخص بجانبه امرأة رائعة الجمال، لكنك ستتلفت خوفا من أن يقبض عليك أحد، ما إن تتذكر أنك بأوروبا تضحك وأنت تقول: «الله ستر». في جنيف وعند البحيرة التي نثر حولها المقاهي وموسيقى «موزارت»، تتساءل: «أي مقهى كان يجلس فيه المرحوم الشاعر نزار قباني»؟ فأنت ولأسباب لا تعرفها أيضا تود مثله أن تكتب قصيدة «لأطفال الحجارة» تحثهم على النضال، وأن يقفوا بوجه الدبابة التي بالتأكيد ستصعد فوق عظامهم الرقيقة وتهشمها، فيما نزار كان يصعد على أكتاف الجماهير العربية كشاعر المقاومة، ما أجمل النضال في جنيف. تضع أوراقك وقلمك، وتطلب فنجان قهوة لتحتسيه مع خرير الماء والموسيقى لتناضل من جنيف، لكن الجدران أصبحت ترسل السموم، فيما أنت غارق في عرقك، ولم تكتب من جنيف. هذه أحلام مواطن يسكن في جنوبالرياض، من ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون السفر إلا بالحلم ، ومع هذا تحرمه شركة الكهرباء من إكمال حلمه بسبب انقطاع الكهرباء الدائم والمستمر مع أنهم أكدوا للمواطنين أن هذه السنة غير. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة