قبل أكثر من ثلاثة عقود كنت مع أسرتي في (روما) عاصمة الحضارة ، والثقافة ، والعلم ، والتسوق ، والمشاهير ، والمحلات الشهيرة ، والصناعات والموديلات ، ان قضاء بضعة أيام من شهر العسل أعادته ذكريات ، وحنين الأيام الماضية إلى (روما) والكولوسيوم المسرح الروماني العريق ، وكم .. للعودة اشتياق ورؤى ، لما شاهدناه من تغيير الا ان الآثار القديمة ظلت كما هي ، كنت أقوم بتصوير كل أثر صغير وكبير في دقة وعناية ، ومن أجل التاريخ ، وعظمة الرومان زرت روما صحفياً ، الا أن زيارتها عائلياً لها طعم وأثر خاص ، وقد أتيحت لنا الفرصة بان نتجول حول العالم ، وكسبنا معرفة ، وصداقة ، وعلماً ، ومعلومات ، وثقافات ، فعندما تقضي اياماً من العسل بين باريس ، ولندن ، وفيينا ، واسطنبول ، تزيدك حرية ورغبة في أن تذهب إلى هولندا ، والدانمرك ، والسويد والنرويج ، وبلجيكا ، واسبانيا ، واليونان ، وسويسرا ، والمانيا والنمسا ، وتظل في عشق نحو بعض دول الاتحاد السوفيتي سابقاً ، ثم يوغسلافيا سابقاً ، وبولندا ، والمجر ، ورومانيا وتجد بانك زدت ثقافة من أجل ادراك ماهية تلك الشعوب وتاريخها. غير ان (اليورو) في هذه الحقبة رفع من المعيشة في أوروبا ، وباتت الزيارات لها عند مهمة حضور مؤتمر ، أو جولة علم ، خفيفة ، حتى إن أسراً كثيرة تعاني من دخولها البسيطة ، وباتت تشكو ارتفاع الأسعار الظاهر ، حالياً لاتزال اشجار الزيتون وزيت الزيتون على القائمة الرفيعة في ايطاليا ، وما من مطعم في ايطاليا بأجمعها الا وتجد على المائدة الزيت والزيتون النادر وجوده في عالم آخر ، ومن هناك في أبعاد ايطاليا وقبلها روما تجد الكاتدرائيات والقصور والمباني العامة التذكارية والفاتيكان والساحات المكشوفة في المدن مخططة كما لو أنها عناصر متجانسة في جهاز مسرح لا منافس له ، كنيسة البندقية المذهلة ، وقصر دوكالي ، وبرج الساعة الذي يرجع إلى أكثر من خمسمائة عام وكلها ضمن ساحة بياتساسان ماركو . واذا زرت روما أو فينيسيا فلابد من سهرة داخل الاوبرا ، لتشاهد أرقى الألوان الموسيقية في OR chestra opereDivene3ia ، وترافيتا في روما ، ومن مطار ليوناردو دافنشي حيث ابرز عمالقة الفن الايطالي تشاهد لوحات في منتهى الجمال لدافنشي وانجلو وفيللين وفيسكونتي ، حتى في فنادق فينيسيا بدءاً من Thewestin furopA، وDanyeli تقرأ بين اطرافها سيرة تاريخ وحضارة للوحات ولا أجمل. وفي ايطاليا - كما أحبتّ (أم ياسر) والابنة (سها) الطبخ الايطالي ، فانهما يقفان مع بقية الزوار احتراماً للاكلات الايطالية بدءاً من الاسباجيتي ، والبستا ، والبيتزا بانواعها الساحرة ، والتافلينلي ، والاطعمة البحرية .. الخ الا ان الاسعار نار كما أشرت اليها بارتفاع اليورو ، وفي هذه المرة شاركنا في مؤتمر عن التعليم الالكتروني في فينسيا ، وكان الاجمل فيه الجديد والنقاش الذي جمع بين علماء من جميع أنحاء العالم ، وأجمل متعة عندما تسعد مساء بنغمات اعظم الموسيقيين في الساحة الكبيرة في وسط فينيسيا امام مقهى Florian حيث فنجانان الاسبريسو أو الكابتشينو ولا أحلى إلا من موسيقى موزارت ، وباليني . لقد صادفتنا هذه المرة في روما في شهر أكتوبر امطار غزيرة استمرت لساعات متواصلة ، غير انك تدهش من ان روما وفينيسيا أو نابولي أو تورينو ، أو فلورنسا لن تغرق كما هو الحال لدينا ، دقائق والتصريف قائم بذاته لعشرات السنين فماذا لو تعاملنا هنا مع الاعداد للبنى الاساسية بشيء من وضع الحقوق في مكانها. إن عودة (بالجندولا) بين القنالات البحرية في نزهة باردة في فينيسيا اثمرت عن استعادة لعامين ماضيين زرنا فيها المدينة العائمة الساحرة تؤكد بانها في يوم من الأيام سوف تغرق ، لارتفاع المياه كمياً ، ولازلت اذكر أن رحلة أيام عسل لزوجين مقتدرين سوف تبهجهما كثيراً ، وقد تنعم برؤية بعض المباريات الصاخبة للدوري الايطالي في كرة القدم لتتعرف على الإثارة والمواصلات بانواعها براً وبحراً وجواً متوفرة ويومية ، ولا تنس نصيبك من ينابيع المياه المعدنية والمنتجعات الصحية التي تتجاوز 340 نبعاً صافياً للشرب والصحة ، وفي الفنادق الكبيرة تستطيع ان تشاهد بعض القنوات الفضائية العربية ، وتستمع إلى (محمد عبدالوهاب) وهو يشدو بالجندول الهائم في فينيسيا الرائعة ، وحلم لاح لعين الساحر!.