أبدى سفير المملكة في الصين يحيى بن عبدالكريم الزيد ارتياحه التام لما وصلت إليه العلاقة بين المملكة والصين بعد عشرين عاما من بدء العلاقة الدبلوماسية، في لقاء تم أمس مع الإعلاميين السعوديين على هامش الأيام الثقافية السعودية المقامة حاليا في بكين. وأضاف السفير الزيد: «ربما تكون المملكة آخر الدول التي أقامت علاقات مع الصين، إلا أنه وبعد عقدين من الزمان تحتل مرتبة متقدمة جدا، وتكاد تتبوأ الصدارة عربيا». وأجاب السفير الزيد في معرض رده على سؤال «عكاظ» حول رؤيته لموقف القيادة الصينية وشعبها للعرس الثقافي المقام حاليا بمناسبة مرور عشرين عاما على العلاقة بين البلدين، وتنامي هذه العلاقة إلى آفاق أوسع في المدى المنظور بقوله: «لا يمكن لأي متابع للأيام الثقافية إلا أن يلحظ اهتماما صينيا على كل المستويات (القيادة والمسؤولين والشعب) لمعرفة أي شيء وكل شيء عن المملكة، ولهذا كان الإقبال الكثيف من قبل الجمهور، والاهتمام المتزايد من المسؤولين، والمتابعة الحثيثة من وسائل الإعلام، التي التقت بأشخاص عاديين قدموا من مناطق بعيدة ليشاهدوا ويشاركوا في العرس الثقافي السعودي، الذي يرونه للمرة الأولى، ويأتي وهم في قمة التشوق لمعرفته، ولكن هذا ليس الحدث الأول في السياق، فقبل أسابيع والى الآن تجد المشاركة السعودية في معرض إكسبو في شنغهاي اهتماما منقطع النظير، ونسبة حضور عالية جدا، وقد سمعت وقرأت كلاما كثيرا وكبيرا عن ذلك لم أكن أتصوره، مما دعاني للذهاب إلى هناك ورؤية ذلك التفاعل رأي العين، وقد وجدت ما يفوق ما سمعته وقرأته بمراحل، مما يستدعي أن ينتظر الزائر أكثر من خمس ساعات حتى يحين دوره، مما استدعانا أن نتخذ عدة خطوات لتخفيف معاناة الزائرين، مثل زيادة إصدار بطاقات تحدد وقت الدخول وتقضي على معاناة الانتظار، كما أننا وجهنا القائمين على المعرض باستثناء النساء اللواتي يرافقهن أطفال من شرط الانتظار. وأوضح السفير الزيد أن هذا الاهتمام نتيجة مباشرة للمبادرة العظيمة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيال الشعب الصيني بعد زلزال 12 مايو 2008، حيث لقيت المساعدة السعودية التي وجه بها الملك عبدالله كل تقدير من الشعب والقيادة الصينية، لدرجة أن سائق التاكسي حين يعرف أن الراكب أحد الطلاب السعوديين كان يرفض أخذ مبلغ منه. 25 ألف عامل صيني وحول مدى الرضا عما وصلت إليه العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ أجاب السفير الزيد بأنه من خلال موقعه سفيرا للمملكة في الصين يستطيع أن يقول بأن العلاقات بين البلدين وبالذات في المجالات الاقتصادية والصناعية والمقاولات والاستثمار وصلت إلى مراحل متقدمة، ويمكن أن يلمس ذلك أي شخص، فأرامكو وسابك دخلت في شراكات اقتصادية ضخمة في مجالي التنقيب والتكرير مع الشركات الصينية، أما في مجالات المقاولات فهناك أكثر من 80 شركة صينية في المملكة تقوم بإنشاء مشاريع ضخمة تستوعب حوالي 25 ألف عامل صيني، وفي مجال الاستيراد فالسوق السعودي يمثل جزءا مهما من الصادرات الصينية مثلما السوق الصيني يمثل جزءا كبيرا من صادرات المملكة من النفط والغاز. الاتفاقيات المشتركة وأشار السفير الزيد إلى أن الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، تسير على أكمل وجه، وفي الجانب الثقافي فإن الأيام الثقافية تعد تكريسا للاهتمام المشترك بين البلدين لتفعليها، وفي الجانب التعليمي فهناك اتفاقيات بين وزارة التعليم العالي في المملكة مع أكثر من 30 جامعة صينية، وهو رقم قابل للزيادة مع بدء المرحلة السادسة من مشروع الملك عبدالله للابتعاث، وهناك أكثر من 600 طالب في المراحل الجامعية والدراسات العليا في الجامعات الصينية، وقريبا سيكون لهم أندية طلابية سعودية، وحصلنا على موافقة أربع مدن صينية لإنشائها.