هل تتذكرون قصة محاسب مستشفى الأمل في جدة، الذي اتهمته إدارته بالجنون.؟ الهيئة الطبية العامة في الشؤون الصحية بمحافظة جدة، حسمت الأمر بإعلان رئيسها الدكتور عدنان الألفي أن الرجل «ليس مجنونا» بل هو «أعقل من أي إنسان آخر»، لكن الإدارة الجديدة للمستشفى ألصقت به تهمة الجنون، واقرؤوا لو سمحتم ما قال الدكتور الألفي: «إن تهمة الجنون التي ألصقت به، من الإدارة الجديدة لمستشفى الأمل» ما السبب؟ «خلافات داخل المستشفى» (صحيفة عكاظ، الأول من شعبان 1431ه، ص 9). على أي حال القضية أمام الجهات المعنية، وينبغي ألا يستبق المرء الأحداث، فالتريث واجب، ولن يضيع حق وراءه مطالب، والهيئة قالت كلمتها، وبقي أن يسمع الناس حكم الجهات المعنية، وحكمها هو القول الفصل، وهو الذي يقطع قول كل خطيب. اعتقد الناس أن القضية ماتت، وقبرت، لكن الواقع يقول - وفقا للدكتور عدنان الألفي: «إن التحقيقات تسير في صالح الموظف، الذي يتقاضى راتبه، وستعمل اللجنة على إحقاق الحق، وإصدار قرارها قريبا» أي أنه لا يمكن أن تضيع قضية في بلد فيه قضاء عادل، وديوان للمظالم، وهيئة لحقوق الإنسان، وجمعية أيضا لحقوق الإنسان، فضلا عن أنظمة، تحفظ حقوق الإنسان، وتحميها من الانتهاكات وعدم تعريضها للشخصنة أسبابا ونتائج. لماذا طال أمد التحقيقات في القضية؟ سؤال أجاب عنه الدكتور الألفي بقوله: «التركيبات معقدة في هذه القضية» هذا أولا وثانيا «إدلاء الموظف بمعلومات لم تطلب منه، وخاصة فيما يتعلق بتناوله أدوية نفسية»، أما السبب الثالث والأخير فهو إدلاء الرجل «بمعلومات خارج سير ملف القضية، في محاولة لتكريس أنه تعرض للظلم، رغم التطمينات والنصائح التي طرحت أمامه، بضرورة التركيز على القضية، دون التشعب في أمور أخرى» كل هذه العوامل مجتمعة تطلبت التأكد، فاتهام أي إنسان بالجنون أمر خطير للغاية، يستدعي إثباته بأدلة وقرائن قاطعة، وإذا ثبت أن التهمة باطلة، فإن القضاء كفيل بأن يقول كلمته، فالرجل أسيء إليه وهو يؤدي عمله، مما حطم معنوياته، وجعل حياته وأسرته نهبا للضياع. هل تستدعي الخلافات إلصاق تهمة الجنون بإنسان؟ أتعجب من هكذا خلافات تزج بموظفين أبرياء، في أتون تهم ألصقها بهم من فقد نعمة التبصر في الأمور، وأطلق العنان لأهوائه، متخليا عن إنسانيته. شيء آخر مهم. ما كل من تناول أدوية نفسية بمجنون. الإيقاع السريع للحياة، والضغوط التي تحيط بالمرء في عالم اليوم، تتطلب في كثير من الأحيان الاستعانة بما يهدئ النفس، والدكتور الألفي يجزم بأن «تناول الأدوية النفسية التي تعاطاها موظف مستشفى الأمل، لا تعطي أي دلائل على الجنون، وإنما تعاطاها لشد عصبي أو توتر». أترككم إلى أن تقرؤوا الحكم النهائي في القضية. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة