دأب كثير من الناس على تخصيص شهر شعبان بنوع من العبادات وخاصة ليلة النصف منه، معتقدين أن ذلك سنة فعلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). «عكاظ» استعرضت أقوال أهل العلم في حكم تخصيص شعبان وبعض أيامه ولياليه بنوع من العبادات .. فإلى التفاصيل: لا أعمال ثابتة الدكتور عبدالله بن جبرين (يرحمه الله) لم يثبت في فضل ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة وأحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جدا، وقد اشتهرت تلك الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال وتنسخ الأعمار، وعلى هذا فلا يشرع إحياء تلك الليلة ولا صيام نهارها ولا تخصيصها بعبادة معينة ولا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة. لا دعاء مخصوصا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا صحة لما يسمى بدعاء النصف من شعبان؛ لأنه لا يوافق المنقول ولا المعقول ولا دليل عليه من الأحاديث النبوية. ليلة النصف من شعبان لم يأت فيها حديث وصل لدرجة الصحة، هناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها، فإن قلنا بالحسن، فكل ما ورد أن يدعو المسلم في هذه الليلة، ويستغفر الله عز وجل، أما صيغة دعاء معين فهذا لم يرد، والدعاء الذي يقرؤه بعض الناس في بعض البلاد ويوزعونه مطبوعا دعاء لا أصل له، وهو خطأ، ولا يوافق المنقول ولا المعقول. معظم ما يفعل في ليلة النصف من شعبان من أشياء ليس واردا، ولا صحيحا ولا من السنة في شيء؛ فالتجمع بالصورة التي نراها ونسمع عنها في هذه الليلة في بعض بلاد الإسلام مبتدع ومحدث، ويحيي كثير من المسلمين ليلة النصف من شعبان باحتفالات وتجمعات معينة. وبعضهم يصوم البعض ثلاثة أشهر، (رجب، شعبان، رمضان) والأيام الستة من شوال، التي يسمونها (البيض)، فهذا الفعل لم يرد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن الصحابة ولا عن التابعين. الثابت عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يكثر من الصوم في شهر شعبان، وذلك نوع من التهيؤ والاستعداد لاستقبال رمضان. شروط للجواز محمد صالح المنجد (فقيه) إذا أراد المسلم أن يقوم فيها كما في غيرها من ليالي العام دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي، ولا تخصيص لها بشيء فلا بأس بذلك، وكذلك إذا صام يوم 15 من شعبان على أنه من الأيام البيض مع 14 و13، أو لأنه يوم اثنين أو خميس، أو وافق اليوم 15 يوم اثنين أو خميس فلا بأس بذلك، إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر آخر لم يثبت.