أوضح مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن إحياء ليلة النصف من شعبان لا أصل له في الشريعة، مشيرا إلى أن ما يفعله بعض الناس من تخصيص تلك الليلة بصلاة ونهارها بصيام أو دعاء معين، هو خلاف السنة النبوية، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض البلدان الإسلامية من احتفالات وتجمع وإحياء تلك الليلة بعبادات وأدعية، هو من البدع المحدثة التي لم يأتِ فيها نص صحيح من الهدي النبوي. وشدد على أن المسلم مطالب بالتزام واتباع ما شرعه الله عز وجل في كتابه، أو ما جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، محذراً في الوقت ذاته من البدع المحدثة ومن تداول الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة التي لا تصح نسبتها إلى رسول الله، عليه الصلاة والسلام. وفيما يتعلق بالشعبنة وحكمها الشرعي، أوضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين، أنه لا بأس في هذه الأعمال ما دام أن ممارسيها لا يعتقدون بوجوبها أو شرعيتها، إضافة إلى عدم اشتمالها على محرمات ومنهيات شرعية. وقال: إن السلف لم يكونوا يفعلون هذه الأعمال، لكنها من قبيل العادات التي درجت بين الناس وتوارثوها، مشيرا إلى أنهم لو اعتقدوا بشرعيتها أو وجوبها أو اشتملت على محرمات فتكون حينئذ حراما. وفيما يتعلق بالعبادات التي يخص بها البعض شهر شعبان ولياليه، أشار الباحسين إلى أن الشريعة لم تحدد عبادة بعينها في هذا الشهر، مضيفا «بعضهم يذكر أحاديث عن نصف شعبان؛ فالأمور ينظر لها بمنظار الشرع، فإذا ورد فيها شيء شرعي فلا بأس وكثير مما يذكر لا أصل له». من جانبه، أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير أن جميع ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف. واستدل فضيلته بقول ابن كثير رحمه الله «والحديث الذي رواه عبدالله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى» قال هو حديث مرسل ومثله لا تعارض به النصوص». وأضاف «على هذا فليس لليلة النصف من شعبان مزية على غيرها من الليالي وما رواه ابن ماجه عن علي عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماه الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر»، فهو حديث ضعيف. وزاد الخضير «جمهور العلماء على تضعيف جميع ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان، قال ابن رجب رحمه الله تعالى في اللطائف: أنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة ونقله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم وقالوا ذلك كله بدعة»، مستدركا بقوله: «من صام يوم النصف من شعبان لأنه من جملة الأيام البيض وقد اعتاد ذلك فلا بأس لأنه من الأيام البيض».