يسابق صيادو الأسماك في المنطقة الشرقية الزمن لاستكمال كافة متطلبات موسم الصيد، وتوفير احتياجات رمضان من الروبيان، مع بدء العد التنازلي لموسم الروبيان مطلع أغسطس المقبل، فالفترة الزمنية الفاصلة عن انطلاق الموسم الأهم لا تتجاوز 14 يوما. وكان الصيادون بدأوا رحلة الاستعداد لموسم الروبيان، بعد انتهاء الأسبوع الأول من شهر يوليو الجاري، من خلال رصد الميزانيات المطلوبة للتجهيزات والبحث عن مصادر التمويل، والتعاقد مع تجار أدوات الصيد، لتوفير جميع الاحتياجات في الموعد المحدد، خصوصا أن حجم الاستعداد والتجهيز، يتفاوت من صياد لآخر، تبعا لحجم القارب وصلاحية أدوات الصيد المستخدمة من الموسم الماضي. وقال صيادون إن فترة التجهيز تستمر لأكثر من أسبوعين تقريبا، الأمر الذي يدفع الكثيرين لمسابقة الزمن للانتهاء من كافة الاحتياجات قبل بدء ساعة الصفر بيوم أو يومين، كما يسعى العديد من الصيادين لإنجاز المعاملات مع وزارة الزراعة للحصول على رخصة صيد الروبيان وتجميد رخصة صيد الأسماك طوال مدة الموسم البالغة ستة أشهر، بينما عمد البعض إلى تجميد عدة قوارب لإجراء التجهيزات، فيما تواصل القوارب الأخرى عملها الاعتيادي. وأكدوا أن موسم الروبيان يعتبر من أفضل المواسم للحصول على مدخول كبير، من أجل تسديد الأقساط المترتبة على معظم الصيادين والبالغة 60 ألف ريال سنويا، الأمر الذي يفسر الاهتمام الكبير لموسم الروبيان سنويا، مشيرين إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقتصادات العالمية، لم تحل دون ارتفاع أسعار التجهيزات، حيث حافظت على أسعارها، فقد سجلت أسعار الحبال زيادة بمقدار 50 ريالا وكذلك السلاسل بالمقدار نفسه. وقال رضا الفردان (صياد) أن أكثر من ألف قارب منتشر بالقرب من مرافئ المنطقة الشرقية في الدمام، القطيف، سيهات، دارين، والجبيل بدأت في التحرك بشكل سريع لإنجاز الاحتياجات الضرورية لممارسة صيد الروبيان مع الانطلاقة الرسمية. وأضاف أن موسم الروبيان في الموسم الماضي جاء مغايرا للمواسم السابقة، سواء من حيث إجمالي جحم الصيد طوال فترة الموسم أو مستويات الأسعار، فقد سجلت الكميات انخفاضا وصل إلى 30 في المائة بالقياس إلى حجم الصيد في الموسم الذي قبله، مؤكدا أن الانخفاض في حجم الصيد لم ينعكس على زيادة الأسعار، إذ استمرت الأسعار عند المستويات التي كانت في المواسم السابقة، والتي لم تقل عن 250 ريالا للمن الواحد (16 كغ). أما الصياد سعيد آل سالم فقال إن تكاليف تجهيز القارب الواحد لموسم الروبيان تتراوح بين 15 إلى 20 ألف ريال، حيث تتوزع بين الشباك التي تكلف ما بين خمسة إلى سبعة آلاف ريال، الرافعة 15 ألف ريال، الأبواب 1800 ريال، والحبال 500 ريال. وأضاف أن القارب يحتاج إلى تبديل الشباك شهريا، حيث تتعرض للتمزق جراء السحب في قاع البحر، بفعل الأعشاب أو الأحجار أو غيرها، مشيرا أن الصياد الذي يمتلك أكثر من قارب يحتاج إلى أموال إضافية، الأمر الذي يدفع الكثير من الصيادين للاقتراض قبل بدء الموسم، من أجل توفير الاحتياجات الأساسية والتجهيزات اللازمة للدخول بقوة مع انطلاقة الموسم. وذكر حسن الحجيري (تاجر أدوات صيد) أن سعر الشباك ارتفع بمقدار 25 ريالا، ليصل إلى 385 ريالا، مقابل 360 ريالا، فيما وصل سعر لفة الحبال إلى 600 ريال، مقابل 550 ريالا، وسعر السلاسل 270 ريالا مقابل 220 ريالا، والأبواب إلى 1800 ريال، مقابل 2000 ريال، بينما استقر سعر الرافعة عند مستوى ثمانية آلاف إلى ثمانية آلاف ونصف الألف والماكينة المستخدمة لتشغيل الرافعة 11 ألف ريال.