ينطلق بعد غد الأحد موسم صيد الروبيان على سواحل المنطقة الشرقية، الذي يستمر حتى نهاية فبراير (شباط) المقبل. وينطلق صيادو المنطقة الشرقية إلى عرض البحر يحدوهم الأمل بالرجوع بكميات كبيرة خلال الجولة الأولى من بداية الموسم، حيث يتركز الصيد في الأسبوع الأول في المناطق القريبة، التي تعتبر مؤشرا للحصول على نتائج إيجابية طوال الموسم، فانحسار الكميات التجارية في المصائد القريبة لا يعطي مؤشرات إيجابية بموسم عامر. ويتحرك أكثر من ألف قارب منتشر قرب مرافئ المنطقة الشرقية وهي موزعة على الدمام والقطيف وسيهات ودارين والجبيل، باتجاه مصائد الروبيان في مياه الخليج، بعدما أكمل الصيادون كل الاستعدادات والتجهيزات للموسم منذ نحو أسبوع. ويتفاوت حجم الاستعداد والتجهيز من صياد إلى آخر، وذلك تبعا لحجم القارب وصلاحية أدوات الصيد المستخدمة من الموسم الماضي. ويضاف إلى هذه الاستعدادات إنجاز المعاملات مع وزارة الزراعة للحصول على رخصة صيد الروبيان وتجميد رخصة صيد الأسماك طوال مدة الموسم والبالغة ستة أشهر. إلى ذلك، يتخوف الصيادون من تداعيات قرار رفع أسعار الديزل على قدرتهم في تأمين السيولة اللازمة لمواصلة النشاط طوال مدة الموسم، مشيرين إلى تطبيق الزيادة الجديدة سترفع فاتورة التكاليف كثيرا، لتصل فاتورة الوقود وحدها إلى 13 الف ريال مقابل 1300 ريال سابقا. وذكر رضا الفردان (صياد) أن هذه الزيادة تمثل ضربة قوية ستخلق مشاكل كبيرة، خصوصا وأن الجميع لم يضع في الاعتبار مثل هذا القرار، إذ سيطبق على كل القوارب التي يتجاوز طولها 16 مترا، إذ ستضطر إلى شراء الديزل بسعر 240 هللة مقابل 25 هللة حاليا، مشيرا إلى أن القرار ينطلق من معاملة كل القوارب العاملة في البحر بالأسعار العالمية، معتبرا أن القرار يسهم في زيادة فاتورة الروبيان خلال الموسم الحالي، خصوصا وأن المستهلك سيتحمل في نهاية المطاف التكاليف الإضافية لسعر الوقود. وذكر أن موسم الروبيان يعتبر من أفضل المواسم للحصول على مداخيل كبيرة، من أجل تسديد الأقساط المترتبة على معظم الصيادين والبالغة 60 ألف ريال سنويا، الأمر الذي يفسر الاهتمام الكبير بهذا الموسم سنويا. من جهته، قال علي خليل (صياد) إن القوارب المتضررة من قرار زيادة سعر الوقود تتجاوز نسبتها 90 في المائة من إجمالي القوارب العاملة في البحر، مشيرا إلى أن القوارب التي لا يتجاوز طولها 16 مترا لا تتجاوز نسبتها عشرة في المائة من القوارب المرخصة في مرافئ المنطقة الشرقية، مؤكدا أن الصيادين بصدد تشكيل وفد لمراجعة المسؤولين بهدف إعادة النظر في القرار، متوقعا أن ينطلق الوفد غدا السبت إلى الرياض لمناقشة المسؤولين في القرار، مضيفا أن الصيادين يعكفون حاليا على صياغة خطاب من أجل رفعه وتقديمه للجهات المختصة، إذ سيتضمن الآثار السلبية الناجمة عن زيادة أسعار الوقود، حيث لن تقتصر آثاره على أسعار الروبيان بل يشمل كذلك الأسماك. وأضاف، أن الكثير من القوارب ستعيد النظر في قرارها بالانطلاق نحوالمصائد يوم الأحد المقبل في حال طبقت القيمة الجديدة للديزل، خصوصا وأن الفاتورة ستصل إلى 13 ألف ريال، حيث تقدر الطاقة الإجمالية لخزان الوقود في القارب الواحد أربعة آلاف لتر، وهي كمية كافية للرحلة الواحدة لمدة أسبوع في عرض البحر. وأوضح سعيد آل سالم (صياد) أن تكاليف الوقود بالأسعار الجديدة ستتجاوز المحصلة النهائية لقيمة الروبيان في الرحلة الواحدة، حيث تبلغ القيمة الإجمالية لحصيلة الصيد نحو 10 12 ألف ريال، وبالتالي فإن البعض يفضل الانتظار على تحميل تكاليف باهظة يصعب تغطيتها، متوقعا أن يحدث قرار الزيادة الجديدة قفزة كبيرة في الأسعار، بحيث ستختفي تماما الأسعار التي كانت في المواسم السابقة والتي تتراوح بين 150 200 ريال للمن ( 16 كم ) للصنف الصغيرة و 250 – 300 ريال للمن للصنف المتوسط و350 – 500 ريال للمن للصنف الكبير، حيث ستشهد زيادة لا تقل عن 100 إلى 150 في المائة تقريبا على مختلف الأصناف.