اختار العقيد متقاعد محمد عبد الله بن عابس مهبط الوحي مكانا يقضي فيه بقية حياته بالقرب من المسجد الحرام، ومن حسنات قربه من البيت العتيق أنه يطوف بالكعبة مرتين في الأسبوع ويختم القرآن كل عشرة أيام، فيما يبقى في المسجد حتى طلوع الشمس وبشكل يومي. ولد في مدينة بللسمر في العام 1370ه وفيها عاش طفولته وترعرع، ودرس الابتدائية في مدرسة عثمان بن عفان، وبعد حصوله على الثانوية في العام 1388ه، التحق بمدرسة سلاح الإشارة في الطائف، ثم انتقل إلى مدرسة سلاح الدروع وتخرج منها برتبة عريف في العام 1391ه، بعد ذلك تدرج في الرتب حتى وصل لرتبة رقيب مدرب. وفي العام 1397ه ابتعث بن عابس من سلاح الدروع إلى جامعة الإمام محمد بن سعود ودرس فيها متخصصا في أصول الدين، وتخرج من الجامعة في عام 1401ه وتقلد رتبة ملازم مع أقدمية سنة، وعين في قطاع القوات البحرية في محافظة الجبيل، وتدرج في الرتب العسكرية حتى تقلد منصب مساعد مدير فرع الشؤون الدينية، ثم انتقل عمله إلى كلية الملك فهد البحرية في الجبيل وأصبح مديرا للشؤون الدينية في الكلية، وبقي فيها حتى تقاعد في العام 1424ه. وبعد تقاعده انتقل إلى مكةالمكرمة، وإلى جانب تقربه إلى الله بالطاعات، يرتاد بعض المراكز الترفيهية مع أبنائه لممارسة السباحة، ويمشي يوميا حوالي ثلاثة كيلو مترات، كما أنه يهوى الرحلات مع الأصدقاء. ويحث بن عابس زملاءه المتقاعدين بالتفرغ للعبادة والطاعة، «فهي أحب إلى الله خصوصا في خريف العمر».