تواصل الهيئة العامة للسياحة والآثار استعداداتها لمعرض (روائع آثار المملكة العربية السعودية) الذي ينظمه معرض اللوفر بباريس ومن المقرر افتتاحه بتاريخ 30 رجب 1431ه الموافق 12 يوليو 2010م ويستمر لمدة شهرين بإذن الله. حيث أنهت الهيئة إجراءات شحن القطع الأثرية للمعرض, وتعمل حاليا على مراحل العرض والتجهيز بالإضافة إلى الإعداد للترتيبات والأنشطة الأخرى التي سيشهدها هذا المعرض الذي سيقام في قاعة نابليون أهم قاعة للعروض الزائرة في متحف اللوفر. وتحظى جهود الإعداد والترتيب لهذا المعرض الدولي بمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي أكد في تصريحات صحفية سابقة أن “هذا المعرض ليس معرضا فنياً ولا فعالية علاقات عامة، وإنما هو معرض لإبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة, وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري، وما تتبوؤه اليوم - في ظل اهتمام القيادة يحفظها الله- من مكانة في التواصل الإنساني, خصوصاً وأن فترة إقامة المعرض تعتبر الذروة في عدد زوار اللوفر إذ يشهد المتحف خلال هذه الفترة ملايين الزوار من مختلف مناطق العالم”. مشيرا سموه إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعرض المملكة هذه القطع التراثية المميزة والأثرية عن بداية تاريخها وكذلك عن الحقب الإسلامية المتعاقبة وعن العصر الحاضر ، لتجسد دورها التاريخي ، وأيضا مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين . وسيضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة والتي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة جداً بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد (الألف السابع قبل الميلاد) ففترة الممالك العربية المبكرة (الألف الخامس قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الثاني قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الأول قبل الميلاد) ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية ومن ثم العصر العثماني، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور مزدهر يتضح في كافة مجالات الحياة خاصة في خدمتها للحرمين الشريفين. ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية، تزينها صور المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة. وتأخذ الرحلة شكل سلسلة من أماكن التوقف في بعض واحات شبه الجزيرة الواسعة. وتعتبر القطع المختارة للعرض والتي لم يغادر أغلبها موطنها الأصلي من قبل، مثالا شاملا وأصليا لمختلف الثقافات والحضارات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية . كما أن هناك معرضاً مصاحباً لصور الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجزيرة العربية سوف يقام بالتنسيق بين دارة الملك عبدالعزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار. وسيقام على هامش المعرض محاضرات علمية عن آثار المملكة يلقيها مختصون من الجانب السعودي والفرنسي. كما سيتم عرض عدد من الأفلام والصور وتوزيع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز أهم المواقع الأثرية في المملكة. وسيقام على هامش المعرض عروض للفنون الشعبية من خلال وزارة الثقافة والإعلام والتي ستسهم أيضا في التغطية الإعلامية للمعرض. وقد تم إعداد كتاب للمعرض يتكون من 600 صفحة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، يتضمن معلومات شاملة عن المعرض وأبحاث ومقالات وأوراق كتبت من خلال مختصين من المملكة ومن خارجها عن العمق التاريخي والدور الحضاري المميز للمملكة عبر العصور.