يستضيف متحف اللوفر في باريس معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية" الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ومن المقرر افتتاحه في 12 يوليو 2010 ويستمر لمدة شهرين. وأنهت الهيئة إجراءات شحن القطع الأثرية للمعرض, وتعمل حاليا على مراحل العرض والتجهيز بالإضافة إلى الإعداد للترتيبات والأنشطة الأخرى التي سيشهدها هذا المعرض الذي سيقام في قاعة نابليون أهم قاعة للعروض الزائرة في متحف اللوفر. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قد أكد أن "هذا المعرض ليس معرضا فنياً ولا فعالية علاقات عامة، وإنما هو معرض لإبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة, وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري، وما تتبوؤه اليوم من مكانة في التواصل الإنساني, خصوصاً أن فترة إقامة المعرض تعتبر الذروة في عدد زوار اللوفر إذ يشهد المتحف خلال هذه الفترة ملايين الزوار من مختلف مناطق العالم". مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعرض المملكة هذه القطع التراثية المميزة والأثرية عن بداية تاريخها وكذلك عن الحقب الإسلامية المتعاقبة وعن العصر الحاضر، لتجسد دورها التاريخي، وأيضا مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين. وسيضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة والتي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة جداً بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد (الألف السابع قبل الميلاد) ففترة الممالك العربية المبكرة (الألف الخامس قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الثاني قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الأول قبل الميلاد) ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية ومن ثم العصر العثماني، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور مزدهر يتضح في كافة مجالات الحياة خاصة في خدمتها للحرمين الشريفين. ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية، تزينها صور المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة. وتأخذ الرحلة شكل سلسلة من أماكن التوقف في بعض واحات شبه الجزيرة الواسعة. وتعتبر القطع المختارة للعرض والتي لم يغادر أغلبها موطنها الأصلي من قبل، مثالا شاملا وأصليا لمختلف الثقافات والحضارات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية. كما أن هناك معرضاً مصاحباً لصور الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجزيرة العربية سوف يقام بالتنسيق بين دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويلقي مختصون من الجانب السعودي والفرنسي على هامش المعرض محاضرات علمية عن آثار المملكة. كما سيتم عرض عدد من الأفلام والصور وتوزيع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز أهم المواقع الأثرية في المملكة، إضافة إلى عروض للفنون الشعبية. وأعد كتاب للمعرض يتكون من 600 صفحة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، يتضمن معلومات شاملة عن المعرض وأبحاثا ومقالات وأوراقا كتبت من خلال مختصين من المملكة ومن خارجها عن العمق التاريخي والدور الحضاري المميز للمملكة عبر العصور. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ومدير عام متحف اللوفر هنري لواريت قد وقعا في مقر الهيئة بالرياض اتفاقية لإقامة المعرض وذلك تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة معرض عن آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور في متحف اللوفر بفرنسا بناء على اقتراح الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال افتتاحهما معرض روائع من الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار في المتحف الوطني بالرياض 2006. يذكر أن المعرض ترعاه مجموعة شركات عبد الهادي عبد الله القحطاني وأولاده, والبنك السعودي الفرنسي وشركة رباعيات, والشيخ رفعت مدحت شيخ الأرض, والخطوط الجوية العربية السعودية.