مرة أخرى، ستتكرر نفس الأخطاء التي كانت ترتكب في الأعوام الماضية وستمضي الكليات والمعاهد الصحية خلال الشهر القادم في طريق استغلال طموح المواطن وسحب ما في جيبه وتجهيزه بشهادة هزيلة بعد أن تضمن فشله في الحصول على مقعد مجاني في جامعة حكومية، وستراقب المنظر جهات رقابية وهي التي لن تتحرك إلا بعد أن تتفاقم المشكلة وتتحول إلى قضية رأي بعد عشر سنوات، وبعد أن يسقط الآلاف ضحية لها كما تقول جميع حكاياتنا مع الدكاكين التي تخرج عاطلين. إنها قضية بطالة خريجين جديدة ستلحق عما قريب بأخواتها التعليم والتدريب المهني، وهي القضية التي تملك حلها وزارات ولكنها لا تريد. غدا ستتهرب جهات عدة من تحمل مسؤولية تخريج أولئك إلى أرصفة العاطلين. وستتهرب أخرى من تحمل مسؤولية إهدار ملايين الريالات التي يسلبها أولئك إلى خزائن المعاهد الصحية والتي ظلت تخدعهم بإعلانات الوظيفة المضمونة والكفاءة العالية والتخرج في أسرع وقت.. سيضيعون غدا، وكان من الأولى تداركهم بالأمس أو اليوم ومعالجة أوضاع تلك المؤسسات التدريبية. من يصدق أن تلك المؤسسات التدريبية الصحية تتاجر بالشهادات منذ سنوات دون أن تحرك جهة رقابية واحدة استفهاماتها حول معايير التدريب والتعليم؟ تنتشر تلك المعاهد في كل شوارع المدن وبالعشرات وتعرض إعلاناتها للمواطنين بعد أن تغلق الجامعات والكليات أبواب القبول بوعد الحصول على شهادة تطبع لهم مع نهاية عامين من المداراة والخداع ثم يسقط حاملوها في أبسط اختبارات التعامل مع المرضى. هنا أسأل: أليست تلك المعاهد هي الطريقة الأحدث لنفض جيوب المواطن، على طريقة المساهمات العقارية، وبالمضاربة بالأسهم؟ الفرق أن هذه المعاهد تلعب على إيقاعات التوظيف والرواتب العالية، بينما تلك تعلق المواطن بأحلام الثراء السريع. مع السنوات بدأت أقتنع بأن أقصر الطرق إلى الثراء الفاحش هي تلك الطريق التي يبدأها صاحبها بتأسيس معهد يستقطب فيه خريجي الثانوية الذين خذلتهم شهاداتهم بعد التخرج: يبني معهدا ثم يسميه بأكثر الأسماء كذباً وجاذبية، ويبتكر له التخصصات ويمارس بعدها مهمة الكذب بطريقته خاصة. رأيت ذلك في كل مدينة ومحافظة ذهبت إليها: يحصدون الملايين بأقل التكاليف، ولم يسألهم أحد: من أنتم؟ وماذا تأكلون؟ وإن سألهم «عابر» فلا يكون ذلك إلا بعد أن تمتلئ الجيوب وتتمزق. أنقذوا أولئك المتورطين بها قبل أن يتحولوا مع زملائها إلى رقم صعب ومخجل في إحصائيات البطالة، وراقبوا تلك الكليات فخلفها وأمامها يكمن ألف خلل وخلل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز ؟؟؟ مسافة ثم الرسالة