مع انتهاء العام الدراسي يكثر الحديث داخل الأسر وفي أوساط الطلاب عن كيفية قضاء إجازة صيفية ممتعة، انطلاقا من قاعدة شعبية ترسخت في أذهان الغالبية بأن اصطلاح «الإجازة الصيفية» يعني راحة استجمامية ترويحية، تلتقط فيها الأنفاس استعدادا للعام الدراسي الجديد. والناظر في مدة الإجازة الصيفية عبر مدة دراسة الطالب تفوق الأربع سنوات كاملة، هذه الأربع إذا لم تستغل في حياة الفرد ضاعت الأمة بضياع ستة مليارات سنة بمجموع عدد المسلمين تقريبا، هذا العمر يشكل علامة تغير في واقعنا لو استثمر على النهج الأمثل، ولو قاومنا الثقافة المنتشرة أن المرادف لكلمة إجازة هو الترويح والترفيه واللهو واللعب لتغير الواقع بالطبع لللأحسن، ويلمس المراقب ضعف الدور التربوي للوالدين في ترسيخ قواعد استثمار أوقات الفراغ في وجدان الأبناء، وهذا راجع لأن بعض الوالدين مشبع بقاعدة القضاء الترويحي، وبالتالي فهم يورثون ما يعتقدون، بيد أن الدور التربوي إذا لعبه الوالدان جيدا، وعن طريق القدوة العملية لا التلقين النظري، فإن ثمرته ستورث إلى أجيال عديدة، وبالتالي تغير في واقع ومستقبل الأمة. وهنا أضع بين يدي المربي مجموعة من الأفكار والمشاريع، وله أن يزيد وأن يبدع، تهيئة الأسرة لتحديد هدف الإجازة الصيفية وشعارها، من خلال اجتماع أسري لجميع أفراد الأسرة بلا استثناء، وفي هذا يتم تحديد وبلورة المشاريع التربوية في الصيف. عند تحديد البرامج الصيفية ضع في اعتبارك نقاط ضعف ولدك لتعالجعها مثال: ضعف القراءة (شراء مجموعة قصصية هادفة – قصة يومية) نقاط القوة واستثمارها مثال: (قوي باللغة الإنجليزية الاستثمار الاحترافي بإلحاقه بمعهد متخصص). تحديد الفرص المتاحة لاستغلال الإجازة المحيطة بالأسرة (خارج الأسرة) مثال: وجود ناد صيفي مجاور للبيت – معهد حاسب آلي – مسجد تحفيظ). تحديد المخاطر والتهديدات المحيطة بالأسرة (خارج الأسرة) مثال: زيارات عائلية مطولة للبيت وبالتالي بلورة كيفية تخطي التهديد بمهارة، وضع مشاريع مقسمة على دوائر محددة مثال: دائرة الأسرة – دائرة الرياضة – دائرة العبادة – دائرة الأصحاب... وسنجد بعض الدوائر متداخلة ويخدم بعضها بعضا. التنسيق مع المرشد التربوي والمتخصصين في التربية لوضع تلك المشاريع التربوية، البحث في النت عن أجمل وأنسب المشاريع الصيفية، مراعاة أن تكون المشاريع جماعية أسرية بقدر الإمكان، مثال: مشاهدة فيلم كرتوني هادف لجميع أفراد الأسرة – الاجتماع وحفظ سورة معينة مناسبة لعمر الأبناء، من هذه الأفكار – سماع شريط أسبوعيا هادف ( 12 شريطا في السيارة) خلال الصيف، حفظ ثلاثة سطور في المصحف يوميا حوالي جزءين من القرآن خلال الصيف، مساعدة فقير يوميا (ملابس – طعام – مال...) 90 فقيرا خلال الصيف، حفظ حديث نبوي أسبوعيا (12 حديثا خلال الصيف). الدخول على النت للحصول على معلومة واحدة يوميا (90 معلومة خلال الصيف). زيارة أسبوعية سياحية تاريخية (حسب الموقع والمكان)، (12 معلما سياحيا في الصيف). زيارة المكتبة أسبوعيا وشراء كتب ومجلات، وعند السفر استغلال مكان السفر في زيادة المعلومات التاريخية والسياحية، هناك ألعاب لتنمية الجانب العمي والعقلي (حقيبة علمية) يمكن إجراء تجارب في الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها تناسب العمرمن خمس إلى 12 سنة يمكن تفعيلها لدى الأبناء، يمكن شغل الابن في أعمال منزلية مثل تصليح كرسي أو فك وتركيب جهاز قديم والتعرف على أجزائه، الاشتراك (الأسرة جميعا) في تجميع مادة علمية لكتاب وليكن اسمه أطايب الكلم (محتو على معلومات – قصص – مواقف) أو تاريخ للصيف بعمل مذكرات الأسرة يوما بيوم، عمل مشروع أخلاقي مثال خلق الأسبوع يتنافس فيه جميع أفراد الأسرة 12 خلقا مفهوما وتطبيقا. مسابقة بين أفراد الأسرة، تلخيص شريط أو تلخيص كتاب، مسابقة بين أفراد الأسرة جميعا في أي لعبة إلكترونية شيقة الأب – الأم – الأخ – الأخت يوميا، رسالة يومية متبادلة بين أفراد الأسرة ما بين دعاء – حب – تنمية بشرية. * مدرب ومستشار أسري [email protected] نتلقى استفساراتكم ومشاركاتكم في صفحات الملحق عبر البريد الإلكتروني: [email protected] والفاكس 026764035