كل عام وانتم بخير الإجازة وصلت، جملة يرددها الكثير ليس فرحًا بمقدم الإجازة الصيفية، إنما تعبيرا عن الكثير مما يختلج صدور الأبناء قبل صدور الآباء من حيث ما سيتم لإرضاء النفوس بعد زمن الالتزام سواء من الجانب التعليمي أو العملي، حيث أن النفس البشرية تتوق للتغيير المطرد في بعض نواحي السلوكيات وبالتالي فإن الاستمرار على نهج علمي واحد أو التزام بأداء عملي متكرر يتسبب في تلف لانطلاقة الإنسان بشكل كبير، لذلك وجب التغيير من فترة لأخرى بحيث يستعاد شحذ الأفكار وتجديد خلايا النفس لو جاز التعبير بما هو مختلف بغرض التجربة والتحدي من ناحية وأيضًا بغرض الحصول على لذة البهجة من خلال ذلك التغيير وبالتالي يعود الفرد إلى ما هو ملتزم به من عمل أو دراسة بروح متجددة استغل فيها الوقت لكسب مواقع جديدة من محطات الحياة، وتعد الإجازة أحد أهم الأمور التي يجب أن يترقبها الإنسان بحكم فطرته في التلذذ بالتغيير الذي يناسبه ولكن هي أمر يجب التخطيط المسبق له من حيث الوقت والكيفية وأيضًا التكلفة وطرق الاستفادة من أكبر حجم للمتعة بأقل المصروفات المترتبة على هذا الأمر، وبالتالي ستكون الإجازة متعة مضافة تنعم بها النفوس بما تبتغيه ضمن إطار الشرع والمقبول من أسس التقاليد المجتمعية السليمة، ونجد اليوم أن الأسر السعودية متوسطة الدخل قد انضمت إلى علية القوم والذين كانوا هم المستفيد الوحيد من موضوع السفر في الإجازات الصيفية في زمن سابق للتمتع بالإجازة الصيفية من خلال السفر لخارج المملكة ، بحيث أصبح هناك نوع من التجمع العائلي الحميم يجعل من السفر تقاربًا واضحًا بين أفراد الأسرة الواحدة لدى بعض العوائل بعد شبه التفرق الذي كان جراء انشغال الوالدين في العمل والأبناء في الدراسة، بينما هناك فريق آخر يكون فيه السفر تفرقة وتباعد مقرر تم بإرادة الجميع بحيث ينطلق كل فرد إلى مكان لا يجمعه بالآخرين من أفراد عائلته كأن نجد الأب في بلد والأم مع أبنائها دون الشباب في بلد آخر والشباب منهم في بلد ثالث أو أن يذهب الجميع لبلد ما بينما كل في طريقته ومسلكه في طرق الترويح عن النفس دون أن يتجمعوا على مربع واحد ليستمتعوا أولا بوجودهم سويًا وثانيًا لكي تتوحد النظرة في المتعة من السفر الجماعي لأفراد أسرة واحدة حسبما يفهمها العقلاء ممن يهتمون بأسس البيت الواحد وتطبيق معنى الأسرة في حياتهم وسلوكهم، كل عام وأنتم بخير الإجازة وصلت». • المحلل النفسي ومستشار العلاقات الأسرية والمجتمعية