لا تستغرب يوما إذا وجدت أسرة سعودية على ضفاف الكورنيش أو في إحدى ردهات الفنادق يحمل غالبية أفرادها حواسيب محمولة ,فقد يخيل إليك أنه معرض متنقل للحواسيب ولكن الحقيقة هي أنها حواسيب شخصية لكل منهم عالمه الخاص الذي يعيشه. و بات من المألوف اليوم أن تجد في الأسرة السعودية الواحدة عدة حواسيب محمولة فذاك حاسب الأب, وتلك الحقيبة المرموقة تحمل حاسب الأم, بينما ذاك الشاحن الكهربائي خاص بجهاز الابن وهكذا تتعدد الحواسيب في المنزل الواحد. وفيما يحذر الباحثون من امكانيةان يؤدى ذلك الى حدوث شرخ في حائط العلاقات الاجتماعية , يبرر الشباب والفتيات إقبالهم على اللابتوب بحرية الفرد في تصفح ما يريدهفي أي وقت شاء, مؤكدين أن انتشار ثقافة اللابتوب لا يعني بالضرورة انقطاع جسر التواصل الاجتماعي. و يحاول بعض أولياء الأمور إيجاد حلول وسطية تربوية وذلك بوضع حاسب آلي مكتبي للجميع في المجلس الدائم للأسرة إلا أنها تبقى محاولات فردية لا تكاد تذكر أمام ثقافة اللابتوب. ميدانيا تجولنا في شارع خالد بن الوليد الشهير باجهزة الحاسب الالى في جدة و لمحنا الشاب محمد علي البرعي ( 32عاما)حاملا بيده حاسبا محمولا فسألنه عن سبب مجيئه فقال: « جئت هنا لصيانة اللابتوب الخاص بي, فأنا لا يمكنني أن أجد راحتي في تصفح الشبكة العنكبوتية إلا إذا استخدمت الحاسب المحمول وقد اعتدت منذ فترة طويلة عليه فهو سهل الحمل, وأنيسي في حلي وترحالي» . بحسب تعبيره. تصفح أكثر ولم يجد عبد الله سليمان (29عاما ) غضاضة في شراء لاب توب خاص به بالرغم من توفر حاسب آلي مكتبي في منزله, إلا أنه وكما يقول : « إذا استعملت الحاسب المكتبي فمعناه أنني سأنتظر رقم 7 في جدول أوقات استخدام الحاسب في منزلنا» وأن الوقت المتاح لي في اليوم هو ساعتين فقط, لكن استخدامي اللابتوب سيمكنني من قضاء وقت أكبر للاستمتاع بتصفح النت». وجود توافق من ناحيته أبدى الشاب محمد منصور عبد العزيز ( 27 عاما) تحفظه على الآراء التي تقول إن شيوع ثقافة اللابتوب في المنزل الواحد يهدد بإيجاد شرخ في باب العلاقات الأسرية وقال : « بالرغم من أنني امتلك حاسبا محمولا خاصا بي إلا اننى استخدمه في المجلس الدائم للأسرة ,وبذلك أجد خصوصيتي وفي الوقت ذاته لم أقطع جسر التواصل العائلي». هدايا تقنية وفي سياق متصل كشف عبد العزيز حبتور( 29 عاما ) وهو بائع متخصص في بيع الحواسيب الآلية عن تفاوت الإقبال على شراء اللابتوب في الأيام العادية من السنة واستدرك : « إلا أنه عند تقديم العروض التجارية نلحظ الإقبال الكثيف على شراءها «. وبين عبد العزيز أن « الإجازات خاصة الفترة الصيفية هي الفترة الموسمية لهم , ففيها يحرص أولياء الأمور دائما على اصطحاب أبنائهم وبناتهم معهم لتقديم جهاز اللابتوب هدية لهم مقابل نجاحهم في دراستهم». حاسب مكتبي في المجلس من جهته نصح الاستشاري الأسري والخبير النفسي د. خالد با حاذق الأسر بأن توفر حاسب آلي مكتبي في مجلس الأسرة الدائم, وقال في تصريح خاص ل ( المدينة ) : « أنصح أولياء الأمور بجلب حاسب مكتبي يستخدمه الجميع , ويوضع في مجلس الأسرة, وبذلك نستطيع تكوين علاقة أسرية في المجلس إضافة إلى الرقابة الذاتية لكل واحد بدلا من أن يكون لكل فرد جهازه الخاص به». وحذر أولياء الأمور الذين يعتقدون أنه بإمكانهم متابعة أبنائهم عبر التجسس , وقال: « التجسس خطأ كبير من الوالدين والصحيح منحهم الثقة وتهيأتهم لأن يكونوا قادرين على تولى زمام الحياة» . الكرة في ملعب الآباء من جانبها رمت د. ليلى المزروعي الكرة في ملعب أولياء الأمور حيث أن بيدهم حل هذه المعضلة. وقالت د. ليلى وهي رئيسة قسم علم النفس في جامعة أم القرى: « على أولياء الأمور تحديد أوقات محددة تجتمع فيها الأسرة مع بعضها ,تتكلم وتتحاور, وتتناقش في شؤونها الخاصة , ,حتى نردم الهوة الاجتماعية التي أحدثتها التقنية المعلوماتية». المواقع المفضلة من جهته كشف المدير الإقليمي للمنطقة العربية في جوجل عبد الرحمن طرابزوني، ، أنه بحسب دراسة أجراها محرك البحث جوجل على شريحة واسعة من مستخدمي الإنترنت في المملكة نهاية العام الماضي، تبين أن السعوديين يشاهدون يوميا ما يزيد على 36 مليون مقطع فيديو على الموقع الشهير اليوتيوب بمعدل 150 مليون دقيقة منوها بأن المحتوى العربي على الشبكة العنكوبتية تضاعف بين عامي 2008 و2010 إلى 50 %. وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات كشفت في دراسة حديثة حول استخدامات الإنترنت في الممكلة بأن معدل الإنفاق السنوي للفرد على تقنية المعلومات ومستلزمات الحاسب الآلي يصل نحو 588 دولارا تقريباً، بعد أن قدرت انتشار الحاسب الآلي بنحو 43 %، أي ما يمثل 11.43 مليون فرد ، والذين ينفقون بمجملهم سنوياً حوالي 6.7 مليار دولار على مستلزمات التقنية. وأظهرت الدراسة التي شملت 10407 من الأفراد والجهات، أن المتوسط الشهري لما تنفقه المنازل التي تمتلك جهاز حاسب آلي واحدا يبلغ نحو 184 ريالا وذلك بما يشمل أجهزة وبرامج الحاسب الآلي والتدريب ، ويعد متوسط الإنفاق أعلى للفئة التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة العليا والطبقة الاجتماعية الاقتصادية العليا. واوضحت في دراستها أن الاتصال الذي يتمثل بصفة أساسية في إرسال واستقبال الرسائل عبر البريد الالكتروني والمشاركة في المنتديات وغرف الدردشة يأتي في المرتبة الأولى من قبل المتصفحين بنسبة 77 %، يليه جمع المعلومات بنسبة 56 %، ثم الترفيه والتسلية بنسبة 49 %، وتنزيل البرامج بنسبة 48 % بينما تأتي نسبة الذين يستخدمون الانترنت لأغراض تجارية في المرتبة الأخيرة بنسبة 22 %. وجاء في ذات الدراسة أن 57 % من مستخدمي الإنترنت هم ممن يستخدمون الإنترنت يومياً بمتوسط 3 ساعات، أي بنحو 21 ساعة أسبوعياً، وهو ما يراه المختصون بداية الطريق نحو الوقوع في مصيدة (إدمان الإنترنت). ويشار إلى الفترة الأنسب لدخول معظم المستخدمين على الإنترنت هي بعد أوقات العمل الرسمية، من بعد الساعة 8 مساء وحتى منتصف الليل وهي فترة الذروة كما يسميها المختصون