أعربت «الأهلي كابيتال» عن اعتقادها أن قوة الانتعاش الاقتصادي المستمر باتت تحيطها شكوك متجددة، بسبب الزخم المتزايد لأزمة الديون السيادية في أوروبا. وقالت: بالنسبة لمنطقة الخليج، فإن الأزمة تضخ حاليا جرعة أخرى من المخاوف في أعقاب انتعاش باهت ما يزال مستمرا حتى يومنا هذا. وأشار كبير الاقتصاديين في الشركة الدكتور يارمو كوتلاين إلى أن المنطقة ما تزال تتمتع بأوضاع جيدة ومناعة عالية ضد فترة مطولة من الانكماش الاقتصادي. وأكد أن مؤشرات النمو في المملكة ستبقى عند مستوياتها الإيجابية حتى في أسوأ التقديرات. وأضاف الدكتور كوتيلاين «أن منطقة الخليج ليست محصنة من اضطرابات الأزمة العالمية. فعلى سبيل المثال، تعد منطقة اليورو من أهم الشركاء التجاريين لمنطقة الخليج. وبالرغم من ذلك، فإن مستويات الديون في منطقة الخليج تبقى في مستويات متدنية على الصعيد الدولي. علاوة على ذلك، فقد نجحت أسعار النفط المرتفعة في تكوين فوائض كبيرة لدى حكومات المنطقة، التي يمكن أن توظف على نحو فاعل لدعم الطلب الكلي». ويتعرض تقرير الاقتصاد الخليجي لشهر يونيو الذي أصدرته الشركة إلى الانتكاسة التي تعرض لها الاقتصاد العالمي، والتي تشير بوضوح إلى الاعتماد المفرط على تدابير مكافحة التقلبات الدورية لمعالجة أزمة، هي بنيوية في طبيعتها. كذلك يتطرق التقرير إلى المخاطر التي تتعرض لها منطقة اليورو، التي تهدد بتكرار السيناريو الياباني، ما لم تبذل جهود في الوقت المناسب لإنعاش العوامل الهيكلية التي يقوم عليها النمو الاقتصادي. من جهة أخرى، يسلط التقرير الضوء على تعرض منطقة الخليج العربي للأزمات التي تواجه الغرب، وكيف أن المنطقة، رغم ذلك، ما تزال تتمتع بموقع جيد ومرونة عالية حتى في حال استمر الانكماش لفترة من الزمن. وأخيرا، يؤكد التقرير على أن الاقتصاد السعودي محصن حتى ضد أعتى العواصف الاقتصادية. ويختتم الدكتور كوتلاين قائلا «بكل التحديات التي تكتنف الاقتصاد العالمي، فإن الانفراج الاقتصادي بين الغرب والأسواق الناشئة من المرجح أن يستمر، ومؤهل للزيادة مع خروج الاقتصاد العالمي من أسوأ فترة مر بها من تفادي المخاطر. وستكون منطقة الخليج العربي أحد المستفيدين من هذه العملية»