قالت شركة الأهلي كابيتال إن قوة الانتعاش الاقتصادي المستمر باتت تحيطها شكوك متجددة بسبب الزخم المتزايد لأزمة الديون السيادية في أوروبا. وأوضحت الشركة (أكبر البنوك الاستثمارية في المملكة العربية السعودية) في تقرير حول الاقتصاد الخليجي انه بالنسبة لمنطقة الخليج العربي فالأزمة تضخ حالياً جرعة أخرى من المخاوف التي تأتي في أعقاب انتعاش باهت لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا. وأشارت إلى أن «منطقة الخليج العربي لا تزال تتمتع بأوضاع جيدة ومناعة عالية ضد فترة مطولة من الانكماش الاقتصادي»، مشددة على أن السعودية ستبقى محتفظة بمستوياتها الإيجابية حتى في أسوأ التقديرات. ونقل التقرير عن كبير الاقتصاديين في الشركة الدكتور يارمو كوتلاين قوله إن «منطقة الخليج العربي ليست محصنة من اضطرابات الأزمة العالمية. فعلى سبيل المثال، تعد منطقة اليورو من أهم الشركاء التجاريين لمنطقة الخليج العربي، وعلى رغم ذلك، فإن مستويات الديون بمنطقة الخليج تبقى في مستويات متدنية على الصعيد الدولي. علاوة على ذلك، فقد نجحت أسعار النفط المرتفعة في تكوين فوائض كبيرة لدى حكومات المنطقة، والتي يمكن أن توظف على نحو فاعل لدعم الطلب الكلي». وتعرض تقرير الاقتصاد الخليجي إلى الانتكاسة التي تعرض لها الاقتصاد العالمي والتي تشير بوضوح إلى الاعتماد المفرط على تدابير مكافحة التقلبات الدورية لمعالجة أزمة هي بنيوية في طبيعتها، كما تطرق إلى المخاطر التي تتعرض لها منطقة اليورو والتي تهدد بتكرار السيناريو الياباني ما لم تبذل جهود في الوقت المناسب لإنعاش العوامل الهيكلية التي يقوم عليها النمو الاقتصادي. وسلط التقرير الضوء على تعرض منطقة الخليج العربي إلى الأزمات التي تواجه الغرب، وكيف أن المنطقة على رغم ذلك، لا تزال تتمتع بموقع جيد ومرونة عالية حتى في حال استمر الانكماش لفترة من الزمن، مشدداً على أن الاقتصاد السعودي محصن حتى ضد أعتى العواصف الاقتصادية. وأكد كوتيلاين أنه على رغم كل التحديات التي تكتنف الاقتصاد العالمي، فإن الانفراج الاقتصادي بين الغرب والأسواق الناشئة من المرجح أن يستمر ومؤهل للزيادة مع خروج الاقتصاد العالمي من أسوأ فترة مر بها من تفادي المخاطر. وستكون منطقة الخليج العربي أحد المستفيدين من هذه العملية.