العشوائية التي تعترك داخل السوق المحلية تحتاج إلى جيش من المراقبين لمحاولة تنظيم هذه السوق المفتوحة من كل الجوانب. سوقنا تطلق عليها مسميات مختلفة كالغول والقبر والكنز و(ما عندك أحد) و(افتح جيبك)، وكل لقب يحمل دلالة تنفي وجود رقابة على ما يدور داخل السوق. ولأنها سوق كبيرة ومفتوحة لجميع سلع العالم كان الأجدى بهذا الانفتاح غير المشروط وجود رقابة صارمة تنظم هذه العشوائية غير المعقولة. لكن الرقابة تكاد تنعدم تماما مما حدا ببعض التجار إلى غزو السوق بالسلع الرديئة في استعمالها أو في أثرها البيئي والصحي .. وبالتالي جني الأرباح المهولة من خلال سلع يتم شراؤها بأبخس الأثمان وبيعها في السوق المحلية بعشرة أضعاف الربحية. وتجد الناس يتحصرون على صناعة الأجهزة القديمة مقارنة بما يباع الآن، هذه الحسرة ربما لا تعرف أن ما يصلنا من سلع هي سلع من الدرجة الخامسة أو العاشرة، هذه السلع لا تتواجد إلا في الأسواق معدومة الرقابة بينما أية سوق في أية دولة تحترم مستهلكيها تفرض رقابة صارمة وتشترط وجود سلع أصلية محمية من دخول المقلد وإن وجدت السلع المقلدة تم تنبيه المستهلك بذلك. وسوقنا المحلية تضج بالسلع المقلدة حتى غدت هي الأساس بينما بقية السلع الجيدة كادت تنعدم في السوق، ولو أن أحدنا دخل إلى سوق بيع المعدات الكهربائية على سبيل المثال فلن يجد إلا بضاعة واحدة وستغيب البضائع الألمانية أو الإيطالية أو اليابانية أو الأمريكية أو الفرنسية، كل الأدوات صناعة صينية من الدرجة الخامسة، وهي سلع رديئة يضاف إليها خطورة استعمالها. وفي هذه الأيام انتشرت توصيلات كهربائية أدت إلى حدوث حرائق وتماسات كهربائية وربما وفيات، يحدث هذا بسبب رغبة تاجر في الكسب الزائد ولا يهتم بأن السلع التي دفع بها إلى السوق ربما تؤدي إلى قتل أناس أبرياء، ومثل هذه الأدوات القاتلة هي مسؤولية وزارة التجارة والدفاع المدني والقضاء ومن أولويات الدعاة وخطباء المساجد لبيان حرمة مثل هذه التجارة. حقيقة هناك سلع قاتلة داخل السوق لكن لا أحد يهتم بما يحدث في هذه السوق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة