المهندس علي القحطاني وكيل أمين جدة للخدمات العامة علق على مقال «سعودة الموت» المنشور في 26/6/2010، نافيا أن تكون هناك مقابر ترفض استقبال غير السعوديين باستثناء مقبرتين في جدة، إحداهما مقبرة أمنا حواء التي لا تضغطها الجنائز بقدر ما تضغطها خرافة الاعتقاد بكونها مدفن حواء وسذاجة التبرك بالمقبرة!! قلت للمهندس القحطاني إنه حتى استثناء مقبرتين من بين مقابر جدة غير جائز نظاما لأنه لا يستند إلى أي سند قانوني، وهو ما وافقني عليه، واتفقنا على أن ما يقوم به بعض القائمين على المقابر من رفض لاستقبال جنائز غير السعوديين ليس إلا اجتهادا شخصيا يقوم على المزاجية وهو ما يتطلب تشديد الرقابة على أعمالهم!! دعوني أخبركم بقصة جثة أخرى لم تقف عند حدود معاناة الحصول على حفرة تضمها بعيدا عن تعقيدات وبيروقراطية عالم البشر الأحياء، فوليد مواطن سعودي حصل على الجنسية عن طريق والدته السعودية المتزوجة من والده الأجنبي، تلقى ذات يوم اتصالا من والدته تخبره فيه بتدهور صحة والده، فبادر إلى الاتصال بالهلال الأحمر لإسعاف والده ريثما يصل إليه، وصل وليد إلى والده خلال 20 دقيقة، بينما وصل الهلال الأحمر بعد 55 دقيقة، ليعلن المسعف أن والده توفي، طلب منه تقريرا يثبت الوفاة، فرفض المسعف، لأن ذلك «مو شغلنا» بل شغل المستشفى الحكومي، طلب منه إذاً نقله إلى المستشفى الحكومي، فرفض المسعف ذلك أيضا، لأن هذا «مو شغلنا»، اضطر الابن إلى نقل جثمان والده بطريقته الخاصة إلى المستشفى الحكومي، الذي رفض استقبال الجثمان أو إصدار الشهادة دون وجود جواز السفر، رغم وجود الإقامة، طيب لنفرض أنه لا يملك جواز سفر أو كان مفقودا، أليست الإقامة هي الوثيقة الرسمية لقانونية وجوده على الأرض السعودية؟! بعد إحضار الجواز بدأت معاناة الحصول على «منحة» القبر، فاستغرق الأمر ساعات قبل الحصول على موافقة إحدى المقابر على استقباله!! إنها البيروقراطية التي تتشبث حتى بالموتى!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة