أكد البيت الأبيض أمس أن محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الأوسط التي ترعاها واشنطن، تحقق تقدما بالرغم من الشكاوى الفلسطينية التي تتهم إسرائيل بالمماطلة. وأعرب مسؤولون أمريكيون كبار عن أملهم في الانتقال قريبا إلى محادثات مباشرة بين الطرفين. ومع ذلك لم تحدد هذه المصادر التي كانت تتحدث إلى الصحافيين قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أي برنامج زمني لذلك. وقال مستشار الرئيس أوباما للشرق الأوسط دنيال شابيرو البارحة الأولى، إن المحادثات «حققت تقدما وإن الهوة بين الجانبين تقلصت». وترى واشنطن أن المحادثات غير المباشرة التي تمكن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من إطلاقها، تشكل مرحلة انتقالية لبدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال شابيرو إنه «من الصعب تحديد برنامج زمني لمعرفة متى يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية لكن التقدم الذي تحقق مشجع». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرض على صحف إسرائيلية، الاثنين صورة قاتمة لسير لمحادثات. ونقلت صحيفة «معاريف» عن عباس قوله «لم نتلق من نتنياهو أية إشارة تدل على تقدم». وأضاف عباس في تعليقات أدلى بها لصحافيين من أربع صحف إسرائيلية التقوه في مقره في رام الله الضفة الغربية، أن نتنياهو تجاهل كل ما أثرناه. ويفترض أن تستمر المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في التاسع من مايو (أيار) أربعة أشهر. وهي تركز على القضايا الأساسية بما فيها الحدود والأمن. ويريد نتنياهو بدء المحادثات المباشرة لكن القيادة الفلسطينية ترغب في تحقيق تقدم في الاعتراف بحدود الأراضي الفلسطينية ووقف هدم بيوت الفلسطينيين في القدسالشرقية. وتشكل زيارة نتنياهو إلى واشنطن محاولة من الإسرائيليين والأمريكيين لتأكيد أن الخلافات بين الحليفين قد تم تخطيها بعد لقاء عاصف في مارس (آذار) الماضي بين أوباما ونتنياهو بسبب مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية. وكان يفترض أن يلتقي نتنياهو أوباما الشهر الماضي لكنه ألغى زيارة إلى واشنطن بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وهذه المرة سيستقبل نتنياهو بكل المراسم التقليدية المخصصة للقادة الأجانب بما في ذلك إجراء محادثات في المكتب البيضاوي وعقد مؤتمر صحافي والتقاط صور وغداء في البيت الأبيض. وقد أكد نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية بن رودس قائلا: «لا يوجد قطعا أي خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل»، مضيفا: «إانها علاقة قوية جدا ومهمة جدا للولايات المتحدة قبل كل شيء إدارتنا وبالاشتراك مع الحكومة الإسرائيلية اتخذت عدة خطوات لتعزيز تعاوننا وتعميقه». وتابع رودس، إن المحادثات بين أاوباما ونتنياهو ستتركز أولا على الدفع باتجاه بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها ستتناول سلسلة من التحديات المرتبطة بالأمن الإقليمي مثل إيران. وأكد نتنياهو في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي العام الجمعة، أنه سيسعى خلال لقاء الرئيس أوباما إلى «بذل ما في وسعه لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وتعزيز عملية السلام» مع الفلسطينيين. وأضاف «لتحقيق هذا الهدف، نتحرك بالتشاور مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى». (أيار) الماضي.