طلبت السلطة الفلسطينية أمس من الإدارة الأمريكية تقديم إيضاحات حول إحراز أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس "طلبت رسميا من الإدارة الأمريكية إيضاحات حول وجود تقدم بين الإدارة الأمريكية والجانب الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة". وأضاف أن "المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل لم يقدم خلال اجتماعه مع الرئيس محمود عباس الخميس الماضي أي مواقف من الجانب الإسرائيلي حول قضيتي الأمن والحدود أو أي قضية من قضايا المرحلة النهائية". وتابع "نأمل أن يكون هناك تقدم ولكن نريد معرفته ونعتقد أنه إذا حصل أي تقدم فإن الإدارة الأمريكية والمبعوث ميتشل سيعرضانه على الرئيس عباس". وكان البيت الأبيض قد أكد أول من أمس أن محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الأوسط تحقق تقدما رغم الشكاوى الفلسطينية التي تتهم إسرائيل بالمماطلة. وقال مسؤول مجلس الأمن القومي المكلف بملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية دان شابيرو إن المفاوضات غير المباشرة وصلت إلى المحطة التي تؤهلها للانتقال إلى مرحلة التفاوض المباشر. وأوضح شابيرو ومساعده بن رودس في لقاء مع الصحفيين أول من أمس في واشنطن "أن الولاياتالمتحدة تحدثت مع الجانبين بالتفصيل عن كافة قضايا الوضع النهائي ذات الصلة بالنزاع، وكنا ننظر دوما إلى المحادثات غير المباشرة باعتبارها مجرد آلية للانتقال إلى المباشرة التي تكمن فيها المفاوضات الحقيقية للتوصل إلى اتفاق الذي سيقود إلى تحقيق حل الدولتين". وألمح شابيرو إلى أن الموعد الهام الذي يجب النظر إليه هو سبتمبر المقبل حين تجتمع دول الجامعة العربية للنظر في مستقبل مبادرة السلام العربية وحين تنتهي مهلة تجميد الاستيطان التي حددتها حكومة بنيامين نتنياهو بعشرة أشهر. وكان وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط كان قد صرح مؤخرا بأن الدول العربية ستمهل إسرائيل حتى سبتمبر المقبل لرصد مدى جديتها في المفاوضات وأنها ستحيل الملف إلى الأممالمتحدة إذا تبين أن إسرائيل تواصل المماطلة. وقال شابيرو "نحن ندرك بطبيعة الحال عددا من الأمور الهامة التي ستحدث في سبتمبر سواء كان ذلك اجتماع جامعة الدول العربية أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو انتهاء مهلة تجميد الاستيطان. إلا أن مهمتنا هي البناء على أساس قدر من الزخم الذي تمكنا من تحقيقه في بعض القضايا"، إلا أنه رفض القول إن المحادثات المباشرة ستبدأ قبل سبتمبر المقبل. من جانبه، قال رودس إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونتنياهو المقرر بعد غد في البيت الأبيض سيتناول أيضا ضرورة أن تقوم إسرائيل بخطوات إضافية لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، واصفا الوضع في القطاع بأنه لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. وحول وجود خلافات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل قال شابيرو إنه لا توجد شقوق في العلاقات، وإن زخم التبادلات والاتصالات بين البلدين يدل على عمق الشراكة والتحالف بينهما.