يتحدث البعض عن التبادل الثقافي بين الدول كما لو أنه شيء بعيد عن السياسة، يرتبط فقط بالحياة الإنسانية، وينحو تجاه توطيد العلاقات الفكرية بين الشعوب والارتقاء بها فوق المطامع أو الأحقاد التي تولدها السياسة وتغذيها، فهل هذا صحيح؟ هل حقا يمكن الفصل بين الثقافة والسياسة؟ في تصوري أن السياسة والثقافة متمازجتان وتأثيرهما متبادل بين الجانبين، فالثقافة إحدى الأدوات التي تعتمد عليها السياسة في شق طريقها وبلوغ غاياتها، وأقرب دليل هو ما يتردد الآن على أفواه السياسيين من دعوة إلى السلام ونبذ الكراهية عن طريق دعم التقارب الفكري والثقافي بين المجتمعات. فهذه الدعوة هي هدف من الأهداف السياسية اتخذت الثقافة أداة لتحقيقه، هذا يعني أن للسفارات المنتشرة في بلاد العالم رسالة متعددة الأبعاد والغايات، ومن هذه الأبعاد مسؤوليتها تجاه إبراز الوجه الثقافي لمجتمعاتها بكل ما تملكه من إمكانيات وسبل، كإقامة المعارض الفنية ومعارض الكتب وتقديم ندوات فكرية وأدبية وتنظيم زيارات ثقافية للتبادل المعرفي وإطلاع العالم على النهضة الثقافية القائمة في بلادها في مختلف مجالاتها. وهو ما يحمل السفارات مسؤولية إضافية تتطلب منها أن تبذل جهدا أكبر في دعم التوجه إلى نشر سياسة التبادل الثقافي بين الشعوب المختلفة كي تبلغ غاياتها الإنسانية السامية، وهي مسؤولية تقع في صلب العمل السياسي، فالسياسة كما تعني اللفظة في لغتنا العربية، تتمثل ليس في توجيه الأشياء فحسب، وإنما أيضا في توجيه الناس الوجهة المرغوبة، وخير أداة لذلك هو توجيه الفكر. وغني عن القول إن النجاح في التأثير على الفكر العام وتوجيهه نحو ما يخدم المصالح الوطنية هو إنجاز مهم وجوهري في السياسة العامة لأي بلد. وأجد أن سفير المملكة في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ أدرك تماما تلك الحقيقة؛ لذلك هو يبذل جهدا مشكورا في إيصال ثقافة المملكة إلى فرنسا والتعريف بها في الوسط الثقافي الفرنسي. ولقد سررت وسر معي كثير من المثقفين لما حظيت به ثقافتنا من دعم واهتمام في فرنسا في هذه الآونة، وهو اهتمام ينطلق من توجيهات القائد الأول لمسيرتنا الثقافية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله، وأظن أن وجود الدكتور محمد آل الشيخ الأكاديمي المثقف، وبرفقته زوجته الدكتورة فادية البيطار الباحثة في مجال العلوم الصحية، والتي تشارك بأبحاثها في العمل في المستشفيات الفرنسية وتقدم نتائج أبحاثها في الندوات العلمية في فرنسا وغيرها، هو في حد ذاته يتضمن صورة راقية للثقافة والمرأة في المملكة، أنا شخصيا شعرت بالسعادة أن تكون زوجة السفير على هذا المستوى من الرقي العلمي والفكري والحضاري، وأن تكون مسهمة في النشاط العلمي داخل فرنسا وخارجها. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة