أسدل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، أمس الستار على المشهد الأخير من تداولات العام المالي 2009م، ليعلن عن بدء فصل جديد من فصول المسرحية، التي اختلفت الأغلبية حول طريقة عرض فصولها، لكنها لم تختلف على أن الأسم الأمثل لها هو (سوق الحسايف). ومن المنتظر أن تبدأ تفاصيل جديدة مع تداولات العام المقبل 2010 م، التي يرفع الستار عنها مطلع الأسبوع المقبل، ليبقى الصراع قائما، رغم أن المؤشر حقق خلال عام 2009م مكاسب بلغت نحو 1318 نقطة أو ما يعادل 27،46 في المائة، مقارنة بالعام الماضي 2008 م. وكان أعلى سعر سجله في الفترة الماضية عند مستوى 6568 نقطة. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام على نفس نقطة الافتتاح والمحددة عند مستوى 6121 نقطة، وبحجم سيولة تجاوزت ملياري ريال، وكمية أسهم منفذة قاربت على 91 مليون سهم، احتل سهم كيان الصدارة بتنفيذ ما يزيد عن 15 مليونا، ثم سهم الإنماء بأكثر من 14 مليون سهم، وضمت القائمة كلا من سهم معادن وينساب، دار الأركان، وارتفعت أسعار أسهم 41 شركة، وشملت القائمة كلا من ثمار والعقارية والبابطين واليانز وسبكيم، وتعتبر أغلبها من الأسهم الخاملة، فمن الطبيعي أن تتحرك مثل هذه الأسهم نظرا لتماسكها أمام طوفان الهبوط، وبلغ عدد الشركات التي تراجعت نحو 72 شركة، احتل سهم الصقر للتأمين الصدارة ثم سهم فيبكو، وجاء سهم كيان في مقدمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة، وجاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية بشرط أن لا يعود إلى كسر الدعم السابق ويسجل قاعا جديدا، وأن لا يكون أي ارتفاع قادم عن طريق قطاع المصارف، وأن يجتاز سهم سابك سعر 85 ريالا. افتتحت السوق جلستها الأخيرة في 2009 أمس على ارتفاع متوقع وطبيعي كارتداد مؤقت، نتيجة توقف البيع ورغبة صغار المساهمين في التمسك بالأسهم أكثر من السيولة، ليسجل قمة يومية أولى عند مستوى 6147 نقطة، ولكن ذلك لم يدم طويلا، خاصة وأنه جاء عن طريق بعض أسهم القطاع المصرفي، سرعان ما عاد إلى أسفل، نتيجة ضعف السيولة حيث لم تتجاوز المليار ريال إلا بعد مرور ساعتين من الجلسة، ليسجل قاعا أول عند مستوى 6082 نقطة، كاسرا بذلك قاع الجلسة السابقة والمحدد عند مستوى 6093 نقطة، وفي النصف الساعة الأخيرة من الجلسة حاولت السوق أن تقلص خسائرها، وساهم في رفع المؤشر العام سهم بنك الرياض وسهم سابك ليغلق على ثبات، وعلى نفس خط الافتتاح والمحدد عند مستوى 6121 نقطة، ما يعني أن السوق مازالت تبحث عن قاع أقوى، لتحقيق ارتداد حقيقي، وقد ساهمت الأخبار السلبية الصادرة من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية، والمتمثلة في إدانة المخالفين لنظام السوق المالية ولوائحه، في خلخلة سلوكيات السوق، خاصة وأن المخالفين خالفوا أثناء تداول أسهم كثيرة وتزيد عن 50 شركة، في عام 2008م، حيث يتوقع المساهمون أن تصدر اللجنة إدانات جديدة لمضاربين جدد، وذلك يتضح من خلال سلوك بعض الأسهم، إضافة إلى تراجع أحجام السيولة في النصف الثاني من عام 2009 م.