ظهر على الساحة في الآونة الأخيرة أمر لم نعهده من قبل يتمثل في قيام بعض طلبة العلم باستغلال المنابر الكريمة لتصفية الحسابات بعضهم ضد بعض، فإذا وجه واحد منهم نقدا إلى آخر لأنه وجده قد جانب الصواب في موقف أو كلمة أو خطبة أو مقال، تربص به الآخر الدوائر وتحين الفرص، فإذا وجدها قد حانت استخدم أحد المنابر الكريمة للرد غير المباشر عليه بقسوة متناهية حتى يلفت رده انتباه المواقع والإعلام والمجتمع وزملائه من طلبة العلم الذين قد ينقسمون إلى فريقين أحدهما يؤيد الأول والآخر يؤيد الثاني، وأسوأ ما لوحظ في هذا التراشق اللفظي استخدام كلمات لا تليق بطلبة العلم وقيام بعضهم بالتحريض والاستعداء ضد زميله، مع أن المصلحة العامة تؤكد أن التحريض والاستعداء يؤديان إلى الفرقة والفتنة، ولا يجوز استخدامهما للانتصار على من يختلف معنا في الرأي، كما أن ولاة الأمر يستطيعون تقدير الأمور بطريقة سليمة وهم قادرون على وضعها في نصابها واتخاذ ما يرونه محققا لمصلحة البلاد والعباد دونما حاجة إلى استعداء أو تحريض من أحد، بل إن هذا الأسلوب ليس من الأمانة التعامل به مع ولاة الأمر، وإنما الواجب النصح والمناصحة وبالوسائل والأساليب التي تخدم الهدف والوحدة والحق والعلم، وليس منها الاستعداء أو التحريض أو التظاهر بالأمانة والنصح!، ومثل هذه الأساليب غير مقبول صدوره من قبل الدهماء من الناس، ناهيك أن يصدر من طلبة علم ومن فوق منابر كريمة، بل إن ذلك مما يعيب أهل الفكر والثقافة والصحافة استخدامه ضد بعضهم بعضا لما فيه من التواء ومكر وخداع وضغينة، وليس من اللائق أن تستخدم المنابر الكريمة لتمرير التصفيات حتى يتحول ما يجري عليها إلى أحاديث تلاك في الأفواه، وينبغي على طلبة العلم احترام بعضهم بعضا حتى لو اختلفوا في شيء من المسائل؛ لكي لا يصبحوا مادة على الألسن ويفقدوا بذلك الاحترام الذي نرجوه لهم على الدوام.. والله الهادي إلى سواء السبيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة