الداعيات في الفضائيات إعداد: نعيم تميم الحكيم تثار بين الفينة والأخرى قضية ظهور الداعيات على شاشات الفضائيات، خصوصا في الأوساط النسائية والشرعية، وذلك بعد ما قامت معظم الفضائيات الإسلامية بتخصيص برامج خاصة لداعيات من دول عربية مجاورة، «عكاظ» طرحت القضية على طاولة النقاش واستشرفت آراء مجموعة من الداعيات السعوديات حول هذه القضية، وهل يرتبط ظهور الداعية السعودية في الفضائيات بمسألة دينية وشرعية، أم تعود المسألة لارتباطها بالأعراف والعادات والتقاليد، وخرجت بالمحصلة التالية: خروج بشروط د. نور قاروت (عضوة هيئة التدريس في جامعة أم القرى): «مسألة خروج الداعية السعودية أو الداعية بشكل عام على شاشات الفضائيات يجب أن تشتمل على أمرين اثنين، أولهما خروج الداعية بالنقاب دون كشف وجهها لأن أفضل نساء البشرية زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم منعن من كشف وجوههن (فاسألوهن من وراء حجاب)، كما يجب ألا يسمح للجميع بالظهور لأن من تظهر على الفضائيات أمام الملايين تمثل صوت الداعيات الإسلاميات، لذلك يجب أن تكون على وعي وعلم شرعي مؤصل. أما الأمر الآخر، فيجب عدم ظهور من كانت دون الأربعين حتى لا يطمع من في قلبه مرض، كما أن العلم لا يتأتى إلا بطول زمان، إلا أن عدم ظهور الداعية في أوقات سابقة قد يعود للأعراف الاجتماعية، بالإضافة لأخذ الداعيات بالحذر عملا بالقاعدة الفقهية (الاحتياط في المسائل مستحب)، حتى يبرأ الإنسان لدينه ويحتاط خوفا من الوقوع في الفتنة والإثم». الوسطية الإسلامية د. بهية بهاء عزي (الأمينة العامة للهيئة العالمية للمرأة والأسرة): «لا أجد غضاضة في أن ترتكن بعض البرامج النسائية أو الفقرات التي تقدم فيها استشارات فقهية نسائية إلى أخواتنا الداعيات، خاصة مع تسلح الداعيات بالعلوم الشرعية والإلمام بالنواحي الثقافية والفكرية، ومما لا شك فيه أن الفضائيات من أكبر الوسائل الحديثة المتاحة للدعوة، وإذا كنا نؤمن بالأصالة والمعاصرة فلا بد من استخدام الأدوات المعاصرة والفضائيات إحدى هذه الوسائل، فلماذا نهملها؟ كما أن خروج المرأة على الفضائيات ضمن ثوابتها الإيمانية والأخلاقية جائز، وليس هناك أدلة تمنع ظهور المرأة، طالما أنها أثبتت كفاءتها في مجال الفقه النسائي، وفي مجال التنمية الاجتماعية والثقافية بشكل عام». ظهور الحاجة د. سناء عابد (فقيهة وداعية): «نحن نحترم العادات والأعراف والتقاليد إذا كانت تتماشى مع سياق الدين، وظهور الداعية السعودية في الفضائيات أمر مطلوب، إلا إذا وجد من يقوم مقامها في قضية يمكن أن يجزئ فيها خروج الرجل للدعوة، أما خروج المرأة السعودية للدعوة أو المرأة بشكل عام فله ضوابط، فما دامت التزمت بالحجاب الشرعي وراعت القواعد الإسلامية فلا بأس بذلك، شريطة أن تكون لها حاجة في الموضوع المطروح، خصوصا في بعض الموضوعات التي يستوجب طرحها أن تدلي المرأة برأيها فيها».