وانطلق قطار الإبداع العلمي والبحثي السريع، متوجها نحو محطات الطموح والريادة والتألق، دون أن ينتظر أحدا ممن آثروا أن يعيشوا على السفح دون أن يشغلوا أنفسهم بالتفكير في مواصلة الزحف نحو قمة الجبل! نقول هذا ونحن نتابع في الآونة الأخيرة مسيرة التعليم العالي في المملكة، حيث نلحظ حالة جديدة من الحراك العلمي والبحثي تبشر بأننا سوف نستشرف آفاق عصر جديد من الإبداع المعرفي. فلا صوت يعلو الآن داخل الأقسام العلمية في الجامعات على اختلاف تخصصاتها فوق صوت الاعتماد الأكاديمي، وكيف يمكن أن نحققه على المستوى الأولي، حتى تتبوأ الجامعة التي ننتمي إليها مكانة مرموقة في قائمة تصنيف الجامعات العالمية. هذه المسيرة المباركة يقودها ويتابع خطواتها الحثيثة نحو العالمية وزير كفء يفضل دائما الحديث بلغة الإنجازات، ويؤثر دائما لغة الأعمال على لغة الأقوال.. معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري. وإذا أخذنا جامعة «أم القرى» نموذجا للتدليل على ذلك، باعتبارها أعرق جامعات المملكة قاطبة، حيث انطلقت منها قبل ما يقرب من 60 عاما هذه المسيرة المباركة بافتتاح كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، لتكون خير بداية لمنظومة التعليم العالي الرائعة التي نتابعها بكل فخر واعتزاز. يضاف إلى ذلك انتماء هذه الجامعة لأم القرى التي تحمل اسمها مهبط الوحي ومصدر الإشعاع الروحي لكل المسلمين في العالم على مر العصور. نقول: لم يكن لهذه الجامعة العريقة أن تتخلف عن ركب التطور والإبداع العلمي والبحثي، وهي التي حملت شعلة انطلاق هذه المسيرة الغراء للتعليم العالي في وطننا. ف«أم القرى» الجامعة على وجه الخصوص تمر الآن بمنعطف يمكن القول إنه الأهم والأبرز عبر تاريخها الحافل بالعطاء العلمي والبحثي، يقود منظومتها الإدارية والعلمية والبحثية الآن واحد من خيرة رجالات مكةالمكرمة البررة، الذين يهيمون عشقا بهذا البلد الحرام وبترابه الغالي.. هو معالي الدكتور بكري بن معتوق عساس الذي صدر الأمر الكريم بتعيينه بإدارة جامعة «أم القرى» خلفا لمعالي أ. د. وليد بن حسن أبو الفرج، الذي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه نائبا لرئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. وإذا كانت التهنئة واجبة لكليهما على هذه الثقة الغالية التي نؤكد أن كليهما جدير بها فإننا نتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء الخالص أن يعينهما على تحمل أعباء مهمتيهما، وأن يكلل كل مساعيهما بالتوفيق والسداد. وكم تسعد جامعة «أم القرى» الآن أن يكون على رأسها ابن مكة الدكتور عساس، والذي يحمل الكثير والكثير في جعبته لكي يقدمه لأم القرى وجامعتها. فقد كان تعيينه وكيلا للجامعة للأعمال والإبداع المعرفي، في عهد سلفه أ. د. وليد أبو الفرج نقطة تحول مهمة في مستقبل الإبداع العلمي المعرفي والبحث العلمي في الجامعة، حيث لاحظنا منذ الوهلة الأولى سعيه الحثيث دون كلل أو ملل لوضع «أم القرى» في المكانة اللائقة بها على خريطة الجامعات السعودية والعربية، سعيا للوصول بها إلى العالمية، من خلال التطوير المستمر للمنظومة الإدارية والعلمية والبحثية، والتطبيق الجاد لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، حتى تحصل الجامعة على موقع متقدم في سلم التصنيف العالمي للجامعات. ولا يزال الدكتور عساس يواصل في صمت الناسك، وهدوء العالم، وعشق الأديب قيادة هذه المنظومة المباركة، بعد تكليفه بإدارة الجامعة ونصب عينيه التطوير المستمر وضمان الجودة لكافة جوانب الجامعة الأكاديمية والإدارية؛ لتحجز لها المكانة التي تليق بها بين الجامعات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. أبناء «أم القرى» البلد والجامعة استبشروا خيرا بالثقة الغالية التي أولاها ولاة الأمر لواحد منهم د. بكري عساس ويؤكدون أنه جدير بهذه الثقة، وأن قطار الإبداع العلمي المعرفي والتميز سيواصل مسيرته المباركة إلى ما شاء الله. * رئيس قسم الإعلام في جامعة أم القرى